الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إن لم تعرف محاسن المغتاب فهل يكفي الاستغفار وحده؟ وهل توبة المستمع كتوبة المغتاب؟

السؤال

قرأت في كتاب فقه السنة للشيخ السيد سابق مذهبًا فقهيًا يقول بأن التوبة من الغيبة تتحقق بأمرين فقط: الاستغفار للمغتاب, وذكر محاسنه مستدلًا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن كفارة الغيبة أن تستغفر لمن اغتبته تقول: اللهم اغفر لنا وله. فبناء على هذا المذهب إذا لم يعلم للمغتاب محاسن، فهل الاستغفار وحده يكفي، وما هو الواجب إذن؟ وهل توبة المستمع للغيبة كتوبة من تكلم بها بناء على المذهب السابق؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد سبق أن بينا صفة التوبة من الغيبة، وهي أن يستسمح المظلوم عمومًا، ما لم يخش مفسدة, ولا يلزم ذكر تفصيل الغيبة ونحوه, مع ذكره بالخير, والاستغفار له, والدعاء له، وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 109032، 171183، 60110.

وأما الحديث المذكور: فهو حديث لا يصح، قال البيهقي في الدعوات الكبير والشعب: في إسناده ضعف.

وضعفه البوصيري، والسخاوي، والألباني، وغيرهم، وراجع الفتوى رقم: 66515.

وفي خصوص ما إذا لم يعلم الشخص لمن اغتابه محاسن، فطالما أنه مسلم، فالإسلام هو أعظم المحاسن, وكذا الصلاة, وغيرها، فيمكن ذكره بهذه المحاسن.

وأما استماع الغيبة فقد سبق أن بينا تحريمه، وصفة التوبة منه، وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 201013، 195909، 185549.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني