الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الترهيب من تتبع الزوج لعثرات زوجته قبل زواجها

السؤال

زوجي دائما يسألني عن الجماع ويشك في شرفي ولا يستطيع بلوغ المتعة الحقيقية إلا بهذا السؤال ويضايقني جدا ويحرجني ويجرح مشاعري مما يضطرني في بعض الأحيان إلى الكذب عليه لإثارته بأنه قد جاءني أحد في صغري، وعند ما أبغلته بأنني أتضايق من هذا السؤال والشك المستمر، قال لي إنه لا يستطيع أن يصل إلى المتعة القوية إلا عند الإثارة وأنه قد وقع علي أحد قبله، ودائما يكرر هذا السؤال في وقت غير الفراش مما يضايقني ويعكر مزاجي ويثير جروحي القديمة، لأنني قد تعرضت لاغتصاب في صغري، وعندما يسألني
عن هذا الشيء أتألم وأتحسر، ولكنه لم يعلم ولم أخبره عن هذا، فماذ أفعل مع هذا الزوج؟ وهل هو ظالم لي؟ وكيف أتعامل معه؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فسؤال الرجل لامرأته عن ماضيها ومطالبتها بالإقرار بما وقعت فيه من المحرمات أمر غير جائز، وطريق غير مشروع، ولا يلزم المرأة أن تجيبه على سؤاله، فلا يجوز للمسلم تتبع العثرات، كما أنه ينبغي على المذنب أن يستر على نفسه ولا يفضحها، ولو اضطر إلى الكذب فلا حرج عليه حينئذ، فقد جاء في غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب عند ذكر الأمور التي رخص في الكذب فيها: فَهَذَا مَا وَرَدَ فِيهِ النَّصُّ، وَيُقَاسُ عَلَيْهِ مَا فِي مَعْنَاهُ كَكَذِبِهِ لِسَتْرِ مَالِ غَيْرِهِ عَنْ ظَالِمٍ، وَإِنْكَارِهِ الْمَعْصِيَةَ لِلسَّتْرِ عَلَيْهِ أَوْ عَلَى غَيْرِهِ مَا لَمْ يُجَاهِرْ الْغَيْرُ بِهَا.
وعليه؛ فما يقوم به زوجك من سؤالك عن وقوعك في الفاحشة ـ والعياذ بالله ـ غير جائز، وهو ظالم لك، وإذا كان يستمتع بذلك فهو منحرف عن الفطرة شاذ الخلق، وعليك أن تبيني له قبح سلوكه وتنصحيه أن يعرض نفسه على طبيب نفسي ليعالج هذا الانحراف، وللفائدة ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني