الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كل من عُبِدَ من دون الله وهو راض فهو طاغوت

السؤال

هل كل من عبد من غير الله طاغوت حتى لو لم تكن العبادة تكفر فاعلها؟ 

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد بينا معنى الطاغوت، وعبادته بالفتويين: 192811 ، 222232 فراجعها.
والأحسن أن يضاف قيد " وهو راض" ، كما بالفتاوى السابقة.
وأما قولك: "حتى لو لم تكن العبادة يكفر فاعلها" فغير مستقيم؛ لأن صرف أي عبادة لغير الله شرك؛ قال تعالى: لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولًا (22) وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا..."سورة الإسراء. وقال تعالى: قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (110) سورة الكهف.
ولذا لو أن إنساناً عبد الله دهره، ثم سجد سجدة واحدة لغير الله كفر بها.

قال العثيمين في التعليق على النونية: لو سجد أحد لغير الله سجدة واحدة كان كافراً مشركاً.
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب-رحمه الله-في ثلاثة الأصول: (وَأَنْوَاعُ الْعِبَادَةِ) الَّتِي أَمَرَ اللهُ بِهَا مِثْلُ الإِسْلامِ، وَالإِيمَانِ، وَالإِحْسَانِ، وَمِنْهُ الدُّعَاءُ، وَالْخَوْفُ، وَالرَّجَاءُ، وَالتَّوَكُّلُ، وَالرَّغْبَةُ، وَالرَّهْبَةُ، وَالْخُشُوعُ، وَالْخَشْيَةُ، وَالإِنَابَةُ، وَالاسْتِعَانَةُ، والاستعاذة، والاستغاثة، والذبح، والنذر، وغير ذلك من الْعِبَادَةِ الَّتِي أَمَرَ اللهُ بِهَا (كُلُّهَا للهِ)، وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} [الجن: 18] سورة الجن آية 18. فَمَنْ صَرَفَ مِنْهَا شَيْئًا لِغَيْرِ اللهِ فَهُوَ مُشْرِكٌ كَافِرٌ، وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} [المؤمنون: 117] سورة المؤمنون آية 117......
وراجع جميع الرسالة، فإنها مهمة.
وباطلاعنا على أسئلتك تبين لنا حرصك على العلم لا سيما علم العقيدة، فنفيدك-أخانا الكريم- بنصيحة ذكرها الشيخ صالح آل الشيخ في شرح كتاب التوحيد فقال: وقد حضرتُ مرة عند الشيخ عبد الرزاق عفيفي، العلامة المعروف رحمه الله تعالى، وكان عنده من يسأله عن المسائل في الحج، فإذا أتى مستفتٍ يستفتي فيأتي هذا السائل ويقول له: فإن كان كذا. يحاول تعلم العلم بطرح مسائل أخر غير المسألة التي استفتى فيها السائل، فقال له الشيخ رحمه الله: العلم لا يؤتى هكذا، وإنما يؤتى العلم بدراسته. اهـ
فلا تكفي الأسئلة، بل عليك بولوج باب التعلم، ودونك الفتوى رقم: 215983 ، فراجعها، ونحن نرحب بأسئلتك في أي وقت، ولكن لا بد من التعلم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني