الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المفاضلة بين كلمة التوحيد والاستغفار والصلاة على النبي

السؤال

أريد أن أعرف أي الذكر بالنسبة لي أفضل: هل أصلي على الرسول صلى الله عليه وسلم وأجعل له كل مجلسي فيغفر ذنبي وأكفى همي؟ أم أستغفر الله كل مجلسي فأزداد قوة إلى قوتي؟ أم أقول لا إله إلا الله، فإنها أفضل الذكر؟ أصبحت حائراً، فإن لا إله إلا الله لو وضعت في كفة الميزان يوم القيامة لكانت أثقل شيء، حبذا لو شرحتم ما معنى طول المجلس أو كل المجلس؟ أم أستغفر الله كثيراً؟ أم أجمع بينها؟ مع العلم أن عقلي يقول لو قلت لا إله إلا الله طول عمري أداوم عليها ربما يكون أفضل لي من الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم ومن الاستغفار.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فكل هذه الأذكار فضلها عظيم، فكلمة: لا إله إلا الله ـ أفضل الذكر بعد القرآن، صرح بذلك القرطبي والطيبي، واستظهره ابن حجر؛ لما في الحديث: أفضل الدعاء يوم عرفة، وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له. رواه مالك في الموطأ، وصححه الألباني.
وجاء في الحديث القدسي: لو أن السموات والأرض وعامرهن غيري في كفة، ولا إله إلا الله في كفة مالت بهن لا إله إلا الله. أورده الهيثمي في مجمع الزوائد، وقال: رواه أبو يعلى، ورجاله وثقوا على ضعف فيهم.

وفي حديث جابر مرفوعاً: أفضل الذكر لا إله إلا الله. رواه الترمذي، وحسنه الألباني.

ولأنها مفتاح الإسلام وبابه الذي لا يدخل إليه إلا منه، وعموده الذي لا يقوم بغيره، وهي أحد أركان الإسلام. انتهى بتصرف من الموسوعة الفقهية. وراجع الفتوى رقم: 93817.

والاستغفار له منزلة عظيمة وقد بيناها في الفتوى رقم: 39154.
وقد بينا في الفتوى رقم: 21892، فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وأفضل أوقاتها.

وهذا الكلام إنما هو في الأفضلية المطلقة، قال النووي: أما المأثور في وقت أو نحوه ـ أي لسبب، فالاشتغال به ـ أي في الوقت أو عند السبب ـ أفضل. اهـ.

وهذا يقتضي أن الاشتغال بالذكر المؤقت في وقته، والمقيد بسبب عند سببه أفضل من الاشتغال بسائر المأثورات، وقد بينا في الفتوى رقم: 41147، أن الأفضل إعطاء كل موطن حقه من الذكر الخاص به.

وعليه؛ فالاشتغال بالاستغفار في السحر، وبين السجدتين، ودبر الصلوات، وعقب الحج...أفضل من غيرها، بينما الصلاة على النبي أفضل يوم الجمعة، وليلته، وعقب التشهد الأخير، وفي الصباح، والمساء، وأما لا إله إلا الله: فهي في غير ذلك أفضل، وتتأكد أكثر في الصباح والمساء، وراجع الفتوى رقم: 141531، بعنوان: ذكر لا إله إلا الله وحده لا شريك له.. فضله ومتى يقال وكم يقال؟.

وراجع الفتاوى التالية أرقامها ففيها فوائد: فالفتوى رقم: 106779، فيها المفاضلة بين التحميد والتسبيح والاستغفار، والفتوى رقم: 198891، فيها المفاضلة بين الذكر والصلاة على النبي وقراءة القرآن، والفتوى رقم: 64475، الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة أفضل أم تلاوة القرآن؟.

وراجع للفائدة الفتويين رقم: 58967، ورقم: 9202.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني