الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ثمار العفو عن المسيء

السؤال

زوجة أخي تسببت لنا - أنا وأختي - في العديد من المشاكل, ووالديّ ظلمانا بتفضيلها علينا, وهما على علم أنها ظالمة, وطردانا من المنزل على أن لا نعود لزيارتهما إلا بعد أن نطلب الصفح من هذه الزوجة المتسلطة, وهذا الأمر لم نطعهما فيه, وانقطعنا عن زيارتهما, واكتفينا بالاتصال بهما هاتفيًا كل يوم للاطمئنان عليهما, فما رأي الشرع في هذا التصرف؟ وجزاكم الله عنا كل الخير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان الحال كما ذكرت من ظلم زوجة الأخ لكما, وانتصار الوالدين لزوجة الابن, وطردكما من البيت حتى تعتذرا لها، فإن تصرف الأبوين غير صحيح, وفيه ظلم، لكن مع ذلك فالظاهر لنا - والله أعلم - أنّه إذا لم يكن عليكما ضرر في طلب الصفح من زوجة الأخ فعليكما طاعة والديكما في ذلك، وراجع حدود طاعة الوالدين في الفتوى رقم: 76303.

وعلى أية حال: فإن العفو عن المسيء من أعمال البر التي يحبها الله، وهو يزيد صاحبه عزًّا وكرامة، قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزا. كما أنه سبيل لنيل عفو الله ومغفرته، قال تعالى: وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {النور:22}.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني