الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم حديث الإنسان مع نفسه ووصفها بصفات ليست فيها لتحصيلها

السؤال

ما حكم الكذب على النفس؟ فمثلا: لو أن أحد الناس قال لنفسه: أنا قوي، وهو في الحقيقة ضعيف، أو قال: أنا ذكي، وفي الحقيقة هو غبي، ويقول هذا لكي يقبلها العقل اللاواعي، فيصبح قويا وذكيا لكي تستقر حياته، فهل يأثم أو لا؟.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كنت تقصد مجرد حديث النفس، فلا يظهر لنا وجه للمنع من ذلك، بل الظاهر أنه لا يدخل في مسمى الكذب أصلا: فالكذب هو الإخبار عن الشيء بخلاف ما هو سواء فيه العمد والخطأ. المصباح المنير.

ولا يخرج اصطلاح الفقهاء عن المعنى اللغوي. الموسوعة الفقهية.

وقول الإنسان في نفسه أنه كذا وكذا بخلاف الواقع لا يتصور كونه إخبارا لنفسه حقيقة، وإنما هو أقرب إلى كونه تفاؤلا وتشجيعا للنفس وشحذا لهمتها، وعلى المرء ألا يغفل عن الاستعانة بربه عز وجل والاستقواء به في جميع أموره، فهو سبحانه خالق قوى الخلق جميعا، ولا حول ولا قوة إلا به، فالاستعانة به سبيل التوفيق، والاتكال على النفس طريق الخذلان قال ابن القيم: وقد أجمع العارفون على أن كل خير فأصله بتوفيق الله للعبد، وكل شر فأصله خذلانه لعبده، وأجمعوا أن التوفيق أن لا يكلك الله نفسك، وأن الخذلان أن يخلي بينك وبين نفسك، فإذا كان كل خير فأصله التوفيق، وهو بيد الله لا بيد العبد، فمفتاحه الدعاء والافتقار وصدق اللجأ والرغبة والرهبة إليه، فمتي أعطى العبد هذا المفتاح فقد أراد أن يفتح له ومتي أضله عن المفتاح بقي باب الخير مرتجا دونه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني