الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم قيام الرجل من مكانه ليجلس غيره في وسائل النقل

السؤال

هل يجوز لرجل أن يقف ليجلس مكانه آخر في وسائل النقل والمواصلات؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا حرج على الشخص في القيام من مكانه في وسائل النقل أو غيرها ليجلس فيه غيره، إذا كان ذلك بطيب نفسه، بل يعتبر هذا الفعل من الإيثار، وفعل الخير المندوب شرعا والمحمود طبعا، وخاصة إذا كان الذي يؤثره به من الضعفاء، وكبار السن، وذوي الحاجة؛ فقد قال الله تعالى: وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {الحج:77}. ومدح الله الأنصار في محكم كتابه فوصفهم بالإيثار فقال: وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {الحشر:9}.

ولا حرج على من قيم له من مكان أن يجلس فيه، إذا علم طيب نفس القائم له، ولو ترك الجلوس فيه ورعا، أو إيثارا لصاحبه، لكان أفضل كما كان ابن عمر -رضي الله عنه- يفعل.

فقد جاء في فتح الباري: قال النووي: وأما ما نسب إلى ابن عمر فهو ورع منه، وليس قعوده فيه حراما إذا كان ذلك برضا الذي قام، ولكنه تورع منه لاحتمال أن يكون الذي قام لأجله استحيا منه، فقام عن غير طيب قلبه. اهـ

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني