الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وقت إباحة الأخذ من الشعر والظفر للموكِل في الأضحية

السؤال

إذا كنت أضحي عن طريق الجمعية الخيرية, فمتى ينتهي الإمساك عن قص الشعر والأظافر؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالعلماء مختلفون في حكم قص الشعر، وتقليم الأظفار لمريد الأضحية، فمن قائل بكراهته، وهم الجمهور، وقائل بتحريمه، وهم الحنابلة، وانظر الفتوى رقم: 129499.

ومن وكل في الأضحية: فالمشروع له أن يمسك عن قص الشعر والأظفار حتى يضحى عنه، وانظر الفتوى رقم: 226936.

ومن وكل جمعية، أو نحوها في الذبح: فإن أمكنه معرفة وقت الذبح عنه: فإنه يمسك عن قص شعره وأظفاره؛ حتى يعلم أنه قد ذبح عنه.

وإن لم يمكنه معرفة وقت الذبح عنه: فالذي ينبغي أن يحتاط، فلا يأخذ من شعره أو أظفاره شيئًا؛ حتى يتيقن أن أضحيته قد ذبحت؛ وذلك لتبرأ ذمته بيقين، وقد سهل بعض أهل العلم في المسألة، فاكتفى بدخول وقت الذبح في بلد من وكل في الأضحية، ومن ثم يجوز للموكل أخذ الشعر والأظفار، وقد وجه إلى الشيخ ابن جبرين - رحمه الله - هذا السـؤال: متى يبدأ المضحي بالتحلل، علمًا أن أضحيته قد تتأخر يومًا، أو تتقدم يومًا، حسب الدولة المضحى فيها؟

فأجاب - رحمه الله - بقوله: يُراد بالتحلل إباحة أخذ الشعر والظفر، فمتى دخل وقت الذبح في البلاد التي فيها المتبرع جاز له التحلل، يعني القص من شعره وبشرته، ولو لم يتحقق ذبح أضحيته في ذلك اليوم، كما يتحلل المُحرم إذا رمى وحلق، ولو قبل ذبح أضحيته في بلاده. انتهى.

والذي ينبغي أن ينتظر حتى يحصل له اليقين بأنه قد ذبح عنه؛ لتتحقق براءة ذمته، هذا على القول بتحريم قص الشعر والأظفار.

وأما على القول بالكراهة: فالأمر سهل - إن شاء الله -.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني