الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طلب مني أخي عدم إرسال الصور، فطلبها آخر فرفضت، وأخبرته بمنع أخي، فهل هذا من التحريش؟

السؤال

أرسل لي أحد إخوتي صورًا لمولوده الجديد، وأمرني بعدم إرسالها لأي شخص كائنًا من كان، وقد حلّفني على ذلك، فأمرتني أمي بإرسالها لأخي الآخر، فاعتذرت لها بحجة منع أخي الأول من إرسال الصور، وقد قمت بالاتصال على أخي الآخر، والاعتذار منه لعدم إرسالي الصور له؛ بحجة منع أخي إرسال الصور لأي شخص، فهل يعتبر هذا نفاقًا أو تحريشًا؟ مع العلم أن أبي قد أمرني بالكذب، وعدم إخباره بالحقيقة، وهل يعتبر هذا عقوقًا، أو تحريشًا بين الإخوان، أو من النفاق - جزاكم الله خيرًا -؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كان أخوك قد منعك فعلًا من إرسال صور مولوده الجديد منعًا عامًا يشمل أخاك الآخر ـ كما ذكرت في السؤال ـ لأي شخص مهما كان ـ فلا وجه لاعتبار اعتذارك لأمك وأخيك كذبًا يوقعك في شيء من خصال النفاق؛ لأنك صادق فيما قلته.

وأما مخالفتك أمر أمك بإرسال الصور إلى أخيك: فلا نراه عقوقًا محرمًا؛ لأن إبرار المقسم مستحب، وترك المستحب لا يعد معصية، والصور أمانة عندك، وإرسالها خيانة، والخيانة معصية، والعقوق المحرم هو مخالفة أمر الوالدين في غير المعصية؛ لقول النبيّ صلى الله عليه وسلم: لَا طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ، إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ. رواه مسلم.

وانظر في ضوابط وجوب طاعة الوالدين الفتوى رقم: ‎76303‎.

والخلاصة أن إخبارك لأخيك الآخر بالحقيقة ما كان ينبغي؛ لأنه يسبب توتر العلاقة بينه وبين أخيه، وهو أمر ينبغي تفاديه، وتجنب كلما يؤدي إليه، لكن إن كنت لا تقصد ذلك ـ وهذا هو ظننا بك ـ فلا تعتبر به ساعيًا لإفساد ذات البين.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني