الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الربط بين الوسامة والشذوذ ووضع المكياج على صور الرجال

السؤال

لدي مجتمع متخلف يعتقد أن كل رجلٌ وسيم شاذ جنسياً ـ والعياذ بالله ـ فما حكم ذلك جزاكم الله خيرا؟ وما حكم من يشبه الرجل بالأنثى أو العكس، حيث شاهدت الكثير من المتعصبين رياضياً يقومون بالتعديل على صورة لاعب بوضع مساحيق التجميل على وجهه ليبدو وكأنه أنثى! أو اتهام ناقد رياضي بأنه يضع المكياج وهو ليس كذلك؟ وما عقوبة من يفعل ذلك جزاكم الله خيراً؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالربط بين الوسامة والشذوذ اعتقاد خاطئ، فضلا عن كونه من سوء الظن المحرم، والله تعالى يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ {الحجرات:12}.

وهذا يوسف الصديق ـ عليه السلام ـ قد أوتي شطر الحسن، ومع ذلك فقد مثل العفة في أبهى صورها.

وأما ما يفعله من يضع على صور الذكور مساحيق تجميل ليبدو كأنثى: فهذا من الأفعال الشائنة التي لا تجوز، وإذا أضيف إلى ذلك قصد السخرية والكذب والبهتان، فإنه يزيد ذلك الفعل حرمة، وكذلك اتهام الناس بما ليس فيهم من الكذب والبهتان وإثمه عظيم، لعموم قوله تعالى: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا {الأحزاب:58}.

قال ابن كثير: وقوله: والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا ـ أي: ينسبون إليهم ما هم برآء منه لم يعملوه ولم يفعلوه: فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا ـ وهذا هو البهت البين أن يحكى أو ينقل عن المؤمنين والمؤمنات ما لم يفعلوه على سبيل العيب والتنقص لهم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني