الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم إساءة الظن بالوالد بسبب خبر فاسق عنه أنه يرتكب فواحش

السؤال

اكتشفت منذ أشهر أن أبي الرجل المثالي فاسد لدرجة كبيرة، وجميع الناس يحترمونه ويقدرونه، ولم أسمع قط أحدا يتكلم عنه بسوء، وكان رجل سلطة، وكان يتعاون مع الناس ويفعل الخير لا يتحاسب مع أحد، وأنت جالس معه لن تحس بأنه يمتلك السلطة في المدينة، رجل متواضع ولا أحد يعرف أنه فاسد إلا القليل، فهو مدمن خمر ويمارس الجنس مع الشواذ ـ أي لوطي ـ اكتشفت الأمر بالصدفة فإنه على هذا العمل منذ سنوات كثيرة، والجميل أنه يفسد وحده ولا يتشرك في جلسته مع أحد، فهو يستر هذه الأمور إلى درجة كبيرة، ولا يعلم أنه لوطي سوى الشواذ الذين يمارس معهم الجنس، وعندما ترى أبي تحلف أنه لا يمكن أن يفعل شيئا من هذه الأعمال وخصوصا اللواط، فأنا وحدي في العائلة من يعلم بهذا، فقبل سنوات تعرفت على شاذ جنسيا وبدأت تتكون بيننا صداقة، ولأن لدي بعض الفضول وأحب التعرف على الآخرين بدأت أتكلم معه حتى أصبحت صديقه، ولم أجد أفضل من هذا الشاب الشاذ جنسيا فقلبه كبير ويحب الخير، وكل العلامات الحسنة فيه، ومشكلته هي اللواط فقط لذلك أحببته وبطبيعتي لدي حدس، وبمجرد الجلوس مع إنسان أعرف ما به... وفي الأشهر الأخيرة كنت أحس أنه يريد أن يقول لي شيئا ويتردد، فقلت له على سبيل المثال أبي لا يزني ولم أشم فيه رائحة خمر، وأنا أراقبه جيدا وأحسب دقائقه وهو لا يصلي، ولكن لا أعرف ما الأمر فقال لي لا والله كل الرجال زناة، وقال لي إذا قلت لك أنني نمت مع أبيك، قلت له لن أصدق، وقلت أعطني وصفا دقيقا لبيتنا في القرية فأعطاني وصفا دقيقا لمنزلنا الذي يوجد في المدينة، وأعطاني أدلة أخرى تثبت كل ما يقول وقال أنا أستقطب له الفتيات والشواذ في صمت رهيب، وأبي قد حج واعتمر منذ أكثر من 15 سنة، ولا أريد أن يدخل جهنم، وهو مدمن على اللواط والخمر في رمضان، أرجوك قل لي ماذا أفعل؟ وعمره الآن 64 سنة عاما ولا أستطيع أن أتكلم معه، لأن بيننا حواجز.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يجوز لك اتهام والدك بتلك الكبائر دون بينة، ولا يصح أن تعتمد على كلام هذا الفاسق وتصدقه، وعلى أية حال، فإن كان أبوك تاركاً للصلاة فتلك طامة كبرى وبلية عظيمة، فالصلاة عماد الدين ولا حظّ في الإسلام لمن ضيعها، وقد ذهب جماعة من أهل العلم إلى أن تارك الصلاة كافر خارج من الملة، وراجع الفتوى رقم: 177285.

فالواجب عليك نصح أبيك وتخويفه عاقبة التهاون في الصلاة، وحثه على التوبة، ولمعرفة بعض الأمور المعينة على المحافظة على الصلاة راجع الفتوى رقم: 3830.

وعليك أن تقطع علاقتك بهذا الشاب الفاسق، واحرص على صحبة أهل الخير والصلاح، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تصاحب إلا مؤمنا.. رواه أبو داود.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني