الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

سؤالي بارك الله فيكم: مدة صلاتي وقراءتي للقرآن في الأحوال العادية ليست بالسريعة ولا بالبطيئة، لكنني عندما أصلي أمام أحد أشعر بالارتباك، فأبطئ في الصلاة لا شعوريا وأقرأ على مهل، فهل هذا من الرياء؟!.
وجزيتم الجنة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان من طبيعتك الارتباك عند وجود الناس معك أو نظرهم إليك، فلا يظهر لنا أن البطء هذا بمجرده رياء، أما إن كان ارتباكك بسبب انشغالك بنظر الناس إلى صلاتك، فهذا من الرياء، وقد روى أحمد وابن ماجه عن أبي سعيد قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نتذاكر الدجال فقال: ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من الدجال؟ قلنا: بلى، فقال: الشرك الخفي، أن يقوم الرجل يصلي فيزين صلاته لما يدرك من نظر رجل.

فاحذري ـ أيتها الأخت ـ من هذا الشرك الخفي الذي هو أخفى من دبيب النمل، وجاهدي نفسك على الإخلاص وتجريد النية لله تعالى، وأكثري من الاستعاذة به سبحانه، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا أيها الناس اتقوا هذا الشرك، فإنه أخفى من دبيب النمل، فقال له من شاء الله أن يقول: وكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول الله؟ قال: قولوا: اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئا نعلمه ونستغفرك لما لا نعلمه. رواه أحمد، وحسنه الألباني لغيره.

ولمزيد الفائدة عن علاج الرياء راجعي الفتويين رقم: 192089، ورقم: 8523.

ونسأل الله سبحانه أن يعيذنا وإياك من الرياء، وأن يرزقنا حسن الإخلاص له.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني