الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل نكاح المسلمات اللاتي في بلادهن حروب من الاستغلال السيء أم هو مواساة لهن؟

السؤال

نسأل الله أن يفرج الأزمة عن إخواننا في سوريا. هل يعتبر الزواج من نسائهم وبناتهم من استغلال الظروف السيئة للناس؟ أم يعتبر سترًا لهن وللإنسان فيه أجر عظيم؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالرجال في نكاح النساء المستضعفات على قسمين:

أ - فمن قصد بنكاح المرأة المستضعفة جبر كسرها، ومواساتها، وإعانتها، وسترها، فأكرمها، وأدى حقها كتب الله له بذلك الأجر العظيم، والثواب الجزيل، وكان بذلك مقتديًا بالنبي صلى الله عليه وسلم في مواساته الأرامل بنكاحهن، وإيواء أيتامهنّ، كأم سلمة، وسودة، وحفصة، وزينب بنت جحش - رضوان الله عنهن - فكان من خير الأزواج معهن كما قالت عائشة : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي. رواه الترمذي، وقال: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. ومما يدل على عظيم الأجر في ذلك قول النبيّ صلى الله عليه وسلم في الصحيحين: الساعي على الأرملة، والمسكين كالمجاهد في سبيل الله، وكالقائم لا يفتر، والصائم لا يفطر. واللفظ لمسلم.

ب - ومن نكحها لمجرد قضاء الوطر، فأهانها، ولم يحسن عشرتها، وأضاع حقها، فذلك استغلال قبيح محرم؛ لأنه ظلم للمرأة، وإضاعة لحقها، وشر الناس شرهم لأهله.

ومما يبين عظيم وزر هذا القسم من الناس ما رواه النسائي من حديث أبي شريح خويلد بن عمرو الخزاعي رضى الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم إني أحرج حق الضعيفين اليتيم، والمرأة. وجوّد إسناده النووي في الرياض.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني