الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج وساوس الطهارة والصلاة والصيام

السؤال

أولًا: أود أن أشكركم على هذا الموقع الرائع الذي أستفيد منه كثيرًا، وجزاكم الله خيرًا، ونفع بكم.
ثانيًا: لدي مشكلة وأرجو من الله أن تكونوا عونًا لي على تخطيها، ورجاءً لا تحيلوني إلى فتوى أخرى، لأنني قرأت وقرأت ولم أجد مثل حالتي
والمشكلة هي: لدي وسواس منذ حوالي عشر سنوات في الصلاة والوضوء والصيام وأشياء أخرى، وأنا في محاولة دائمة لمحاربته ـ بعون الله ـ وتناولت لذلك دواءً ولله الحمد تحسنت حالتي كثيرًا، ولكن مازالت هناك وساوس، وفي شهر رمضان أحس بتجمع الماء في حلقي عند مخرج الحاء أو الخاء، ولا أدري هل هو لعاب متجمع أم صاعد من المعدة،؟ وأحيانًا له طعم وأحيانًا حرقة... ودائمًا أحس به وأنا جالسة، وعند الركوع والسجود، وخاصة عند السجود، وعند النوم حتى على جنبي، وعند التشجؤ، وعند قراءة القرآن، ودائمًا في يدي منديل حتى أخرجه من حلقي، لأنني أخاف أن يكون قلسًا يفسد صومي إذا ابتلعته، لكن الأمر شق عليّ كثيرًا، فمن يحتمل أن يبصق في كل وقت!! وخاصة عند وجود أحد، إنني أخجل من زوجي وإخوتي، وحتى إذا كنت وحيدة فالأمر شاق، ولا أحس بلذة الصيام، أركز فقط على أن لا أبتلع ذلك الشيء الذي يتجمع في حلقي، وفي الصلاة يكون الأمر أصعب، فبعد الركوع والسجود يتكرر ذلك كثيرًا، شق عليّ إخراجه في كل حين، فأحيانًا أخرجه وأحيانًا أبتلعه، وحدث معي أنني قمت بإخراجه مرة وأحسست أنه لم يخرج كله وابتلعت الباقي، وأحسست بالتأنيب الشديد، لم فعلت ذلك!! وتكرر هذا الفعل في أكثر من يوم، خاصة أنني وجدت طعما وأنا أبتلعه، مرت عدة أيام من رمضان أقول لنفسي عليّ قضاء هذه الأيام التي أخاف أن تكون قد فسد الصيام فيها على الرغم من أنني لم آكل ولم أشرب، وهذا الماء الذي أخرجه ليس كثيرا ـ شكل وكمية البصاق العادي ـ ولكن أحيانًا له طعم.... وقد يكون من الصعب أن أعرف هل له طعم أم لا قبل أن أبتلعه أو أخرجه، أريد أن أستمتع بعبادة الصيام، أن أصوم رمضان إيمانًا واحتسابًا، وليس حتى لا أقضي الصيام بعد رمضان، فماذا أفعل؟ وهل يفسد صيامي بابتلاع ذلك الماء، مع العلم أنه لا يسيل إلى فمي؟ وهل من الضروري أن يكون قلسًا عندما يكون له طعم أم لا؟ وهل من حقي أن أتجاهله وأبتلعه كما لو كنت غير صائمة لأنني تعبت؟ وما حكم التشجؤ عمدًا إذا كنت غير متيقنة هل سيخرج معه شيء أم لا؟.
وفقني الله وإياكم إلى ما يحب ويرضى، وأعتذر للإطالة.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالذي يظهر أن هذا كله وسواس لا حقيقة له، ومن ثم فنحن ننصحك بتجاهله والإعراض عنه، وألا تلتفتي لشيء منه. والظاهر أن ما تبصقينه في المنديل هو من الريق العادي، وأنك تتوهمين ما ذكرت في سؤالك، فأعرضي عن هذا الوسواس ولا تعيريه اهتماما، ولو فرض صحة ما ذكرت فمادمت تشعرين به في الحلق ولم يبرز إلى ظاهر الفم فلا حرج عليك في ابتلاعه، ولا حرج على الصائم في تعمد التجشؤ، فإن خرج شيء إلى ظاهر فمه وجب عليه أن يمجه، هذا وننبهك إلى أنه لا علاج للوساوس أمثل من الإعراض عنها وعدم الالتفات إليها، وانظري الفتوى رقم: 51601.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني