الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج النية المشوبة بالرياء

السؤال

وأنا عندي 17 سنة صاحبت أصدقاء كانوا يحبون السخرية، فكنا نسخر من بعض، ونلقب بعضا بأسماء وألقاب، وكنت أشاركهم ذلك ، ولكنهم اجتمعوا علي، وظلوا يسخرون مني كلما قابلتهم بشكل مستمر، فأردت أن أتركهم، ولكني ظللت معهم عقوبة لنفسي؛ لأنها أيضا تسخر من الناس، ولم أدافع عن نفسي لعجزي عن السخرية منهم، كما أنهم كانوا متفوقين دراسيا، وليس في المدرسة سواهم، وعزمت على ألا أتركهم حتى أحقق كرامتي بينهم بأن أجعلهم يحترمونني، فجاهدت نفسي في الصمت، وقلة الضحك والهزار، ولكنني فشلت وهم ظلوا على سخريتهم مني. ولكن بعد ذلك وجدت لذلك أثرا سلبيا علي نفسي، فقد تغلل الشعور بالنقص في قلبي، وأصبح عندي رغبة شديدة بالتفوق عليهم لإثبات كرامتي أمامهم، وعندما قابلت أناسا متدينين، ومنَّ الله عليَّ بالالتزام أشعر أني تركتهم، وصاحبت الملتزمين فقط ؛ لأني وجدت بينهم كرامتي وأن تديني جاء للحفاظ علي أصدقائي المتدينين لأني إن تركت الالتزام سأتركهم، وأشعر أني أريد بالتزامي أن أتفوق على أصدقائي القدامى ، أعلم ان هذا رياء، ولكني لا أستطيع أن أتخلص من هذه الرغبة. فما الحل ؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنا ننصحك بالحرص على التمسك بطاعة الله تعالى وصحبة أهل الخير ، وأما ما تلاحظه في نفسك من نية مشوبة بالرياء فلا تترك العمل الصالح وصحبة أهل الخير من أجله , ولكن جاهد نفسك حتى تحملها على الإخلاص وعالجها بكثرة مطالعة كتب الترغيب والترهيب لترى ما فيها من الوعد المشوق للخيرات، والوعيد المنفر من السيئات، وما وعد الله به المؤمن المتقي من الرفعة والعلو والعز والنجاة وأسباب فلاح الدارين ، وبذلك تصفو النية إن شاء الله، وتكون مخلصا لله في عملك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني