الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العفو والمسامحة أفضل من الانتصار

السؤال

شخص ظلمني طوال ثلاث سنوات وكان يقول عني كلاما ليس بي، ويسخر مني أمام الجميع، ولم يتوقف عن هذا بعد ما طلبت منه أن يتخلى عن هذه العادة، وكان بين كل فترة وأخرى يطلب مني أن أسامحه، وأنا لا أريد أن أسامحه، لأنه لا يريد إيقاف العادة، فسامحته خجلا وأنا لا أريد وقلبي لم يصف له ويعود دائما إلى هذه العادة، فهل هذه مسامحة أم لا؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كنت قد سامحت من آذاك خجلا, ولم تسامحه عن طيب نفس منك, فإن المسامحة لم تحصل, فقد نص أهل العلم على أن الحق المالي المأخوذ حياء كالمأخوذ غصبا, وذلك لا يبيحه لمن أعطي له, كما سبق في الفتوى رقم: 65411.

لكن من الأفضل في حقك العفوعمن أساء إليك أو ظلمك طلبا لمثوبة الله وعفوه عنك في الآخرة، فإن من عفا، عفا الله عنه، ومن سامح، سامحه الله، والجزاء من جنس العمل، قال الله تعالى: وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ {الشورى : 43}.

وقال: وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ { آل عمران:134}.

وقال تعالى: إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا {النساء:149}.

ويجوز لك الانتصار والأخذ بحقك ممن ظلمك, وراجع التفصيل في الفتوى رقم: 255238.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني