الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما يلزم من عاهدت الله ألا تأكل من كذا وكذا ولم تف بعهدها

السؤال

أرشدوني أثابكم، لقد عصيت الله في حياتي كثيراً، أصابني من الغم والبلاء ما جعلني أفكر في الانتحار، ومصيبتي الأزلية هي الطعام، فدائما آكل كثيرا ولا أشبع، وكان ذلك يؤثر علي في عباداتي وخصوصا صلواتي، فتوجهت إلى الله بكل قلبي وأنا أبكي وقلت: اللهم إني أعاهدك أن لا آكل من كذا وكذا وكذا، والحمد الله التزمت بذلك، وشعرت بداخلي أنه غضب من الله بسبب إسرافي في الطعام، ثم تقطّعت العلاقة مع أرحامي دون سبب، وصرت آكل بنية العلاج من الأمراض الوهمية، وأفسر القرآن برأيي، وقلّت صلواتي كثيرا، وصيام النوافل أعجز عنه، وقيام الليل شاق جدا، وصلواتي لا تتجاوز الفروض والرواتب... ومع استمرار الحالة الرديئة أصبحت أنتهك حرمة رمضان ولا أشعر....

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله سبحانه أن يصلح حالك، ولعل السؤال لم يصل إلينا كاملا، وعموما، فمجرد الإكثار من الطعام لا يعدو أن يكون أمرا مكروها، ولا يوجب نزول غضب الله جل وعلا، ولا يصل إلى التحريم إلا إذا سبب ضررا، وراجعي الفتوى رقم: 196481، وما أحيل عليه فيها.
وقد سبق بيان مذاهب العلماء فيمن قال: أعاهد الله على كذا، في الفتوى رقم: 135742.

وحيث أخللت بهذا العهد فتلزمك كفارة يمين، وانظري الفتوى رقم: 231607.

وبالنسبة لحالك عموما، فالظاهر أنك مصابة بالفتور، وقد ذكرنا بعض الوسائل المعينة على علاجه في الفتويين رقم: 129402، ورقم: 124567، وما أحيل عليه فيهما.

فاستعيني بالله عز وجل وجاهدي نفسك، ففي ذلك أجر عظيم ـ إن شاء الله ـ وانظري الفتويين رقم: 20760، ورقم: 3293.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني