الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الشعور بالتقصير مع الاجتهاد في العبادات

السؤال

أقوم في شهر رمضان بمختلف العبادات، وأجتهد فيها، بما فيها صلاة التراويح والنوافل وقراءة القرآن الكريم، بالإضافة إلى واجباتي المنزلية المتعبة، ولكني أحس بأنني مقصرة في حق ربي، ولست مرتاحة نفسيا، فهل هذا الشعور يعني أن الله ليس راضيا عني؟ وكيف أتخلص من هذا الشعور الصعب؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهذا الشعور لا يعني أن الله غير راض عنك، بل المسلم مهما اجتهد في العبادة فإنه يشعر بالتقصير والتفريط في جنب الله تعالى، وهو كذلك يخشى ألا يتقبل الله تعالى منه، وقد قالت عائشة رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه وسلم: "يا رسول الله، الذين يؤتون ما آتوا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ، أَهُوَ الرَّجُلُ يَزْنِي وَيَسْرِقُ وَيَشْرَبُ الْخَمْرَ؟ قَالَ: لَا يَا بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ - أَوْ: لَا يَا بِنْتَ الصِّدِّيقِ -، وَلَكِنَّهُ الرَّجُلُ يَصُومُ وَيُصَلِّي وَيَتَصَدَّقُ، وَهُوَ يَخَافُ أَنْ لَا يُقْبَلَ مِنْهُ" رواه أحمد وغيره.

فهذا الشعور بالتقصير والخوف من عدم القبول هو من كمال الإيمان، ولكن على المسلم أن يضيف إلى هذا حسن الظن بالله تعالى، ورجاء فضله ومثوبته، وأن يستحضر أن الخير كله بيديه سبحانه، وأنه أرحم بعباده من الأم بولدها، وأنه لا يظلم الناس مثقال ذرة، وأنه لا يخيب عنده عامل، ولا يضيع لديه سعي ساع، فإذا استحضر العبد هذه المعاني وحسن ظنه بربه سبحانه فهو على رجاء الخير، فإن الله تعالى عند ظن عبده به.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني