الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعيير المذنب التائب لا يجوز

السؤال

أنا شاب أعيش في الأردن، ولي ماض سيئ في حياتي حتى جاء الوقت الذي شاء الله تعالى أن يهديني إليه صراطا مستقيما، وهناك بعض الأشخاص في الشركة من الأصدقاء يذكرونني بأعمالي السيئة التي تاب الله علي منها، وكلما نصحتهم بعمل صالح كالصلاة أو عدم ارتكاب المنكرات يذكرونني بأعمالي السيئة، والله تعالى يشهد أنني تبت منها وبدأت بحفظ كتاب الله تعالى، ومن فتح الله تعالى علي أنني الآن أحفظ نصف القرآن الكريم وأسأل الله تعالى أن يتم علي حفظ القرآن الكريم كاملا، ولكنني أشعر بألم شديد وحزن عندما يذكرونني بأعمالي القديمة حتى إن لساني ينعقد ويتوقف عن الكلام، وأحيانا أقول أنا لم أفعل، أنا تبت، ارتكبت هذه الأفعال ولكنني تبت منها، فهل يتوب الله تعالى علي ويغفر لي؟ وعندما أرى البعض منهم يفعل المنكرات، فهل يحاسبني الله تعالى إذا لم أنصحهم؟ لأنني إذا نصحتهم فسيقولون لي هل نسيت أفعالك الماضية، أتمنى أن تقبلوني أخا لكم في الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنهنئك بتوفيق الله لك للتوبة، ونسأله سبحانه أن يتم عليك حفظ القرآن، وأن يجعلك هادياً مهدياً، والقاعدة أن من تاب تاب الله عليه، فلا تلتفت لما يقولون، وانظر الفتوى رقم: 1882.

ولعل تعييرهم إياك بلاء من الله لترتفع درجتك، ويعظم أجرك، فاصبر واحتسب، وانظر الفتويين رقم: 170117، ورقم: 53043.

وإذا صار عادتهم تعييرك عند نصحهم، وعدم انزجارهم، لم يلزمك نصيحتهم، وبالتالي لا إثم عليك بتركها، وانظر الفتوى رقم: 119075.

وننصحك أن تغير عليهم وسائل النصح، فيمكنك أن تأخذ كل واحد بمفرده تكلمه، وتهدي لهم بعض الهدايا، فلعلهم أن يستجيبوا، فاصبر أخانا الكريم، ومرحبا بك أخا لنا في الله تعالى، فقد قال سبحانه: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ {الحجرات:10}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني