الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم التقصير في العبادة بسبب الشك في مشروعية استحقاق نيل شهادة دراسية

السؤال

يا شيخ أعتذر إليكم عن إزعاجي، ولكن أسال الله لكم الجنة بغير حساب، فأنا في أمس الحاجة لنصيحتكم، أنا طالب بالجامعة مصاب بالوسواس القهري منذ أربع سنين، مشكلتي أنني أنجزت بحثا للحصول على شهادة الإجازة (ليسانس) واجهت مشكلة مع برنامج قمت بإعداده على الحاسوب. المشكلة أن البرنامج لايشتغل جيدا، حيث يعطيني نتائج صحيحة، وأخرى خاطئة، وكان علي تقديم البرنامج ونتائجه أمام لجنة من الأساتذة ستقيم عملي يعني ستعطينا النقطة(العلامة) على البحث.
قمت بإطلاع الأستاذ الذي يؤطرني بالمشكلة، فأمرني بأخذ النتائج الصحيحة وعرضها، علما أن هذا الأستاذ الذي يؤطرني عضو في اللجنة التي ستقيم البحث، ومخافة الوقوع في الغش أخبرت عضوا آخر من اللجنة بالأمر، وقمت بإطلاعه قبل تقديم البحث على كل تفاصيل المشكلة، وقمنا بتقديم العمل فعلا أمام ثلاثة أساتذة، أخبرت اثنين منهم بالمشكلة، ولكنني أتعذب خوفا من أن أكون قد غششت، فأحصل على الشهادة وأعمل بها، فيكون المال حراما، وأعيش في الحرام حتى أموت.
أرجوكم ساعدوني، فأنا لم أعد أصلي جيدا بسبب هذا، ولم أعد أفعل الطاعات لأنني أقول في نفسي إذا كانت الشهادة عن غش، فلن تنفعني الطاعات، وحياتي مدمرة بالكامل، ولا سبيل للتوبة لأنني سأظل أعمل دائما بتلك الشهادة. أرجوكم أنقذوني من هذا العذاب، فأنا أخاف أن أفقد عقلي بهذا الأمر يا شيخ، أنا قمت بإخبار عضوين من اللجنة بالموضوع قبل تقديم البحث المكونة من ثلاثة أعضاء، ألا يعد هذا كافيا لي يا شيخ. للعلم فهذا البرنامج الذي قمت بإعداده أقوم بإدخال معطيات عن طريق الحاسوب، فيعطيني نتائج صحيحة، وعندما أغير هذه المعطيات وأدخل أخرى يعطيني نتائج خاطئة، وهذا هو العيب والمشكلة فيه.
المرجو من فضيلتكم أن تجيبوني على ما يلي:
- هل إخباري لعضوين من اللجنة قبل تقديم البحث كاف، وينهي المشكلة أساسا.
- كيف أواجه هذه الأفكار التي تتهمني بالغش والتخلص منها نهائيا.
- كيف أخرج من هذه الورطة؟ علما أن هذا الأمر دمرني بالكامل. أسأل الله لكم الجنة.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يشفيك من داء الوسواس ، وننصحك بالإعراض عن الوسواس جملة ، وعدم الالتفات إليها البتة ، وسؤال الله العافية منها ، وهذا هو علاج الوسوسة.

وأما علاجها بالتقصير في الصلاة وترك الطاعات فمن أعظم الخذلان ، وهو كالاستجارة من الرمضاء بالنار . وللاستزادة حول علاج الوسوسة راجع الفتوى رقم: 3086.

والحكم على صنيعك هل هو من الغش أم لا ينبي على نظام البحث وتقويمه ، ومدى صلاحية أعضاء اللجنة في إجازته ، والذي يقال لك : إن كان أعضاء اللجنة مخولين نظاما بإجازة بحثك مع ما فيه من خلل فلا يعتبر ذلك من الغش .

وحتى إن كانت إجازة البحث مخالفة للنظام، وأخذت عليه درجة لا تستحقها، فلا يقتضي ذلك أن الشهادة برمتها باطلة لا يجوز الانتفاع بها ، فالبحث هو متطلب من متطلبات الدراسة وليس هو الدراسة كلها .

وراجع حول حكم الانتفاع بالشهادة مع الغش في مراحل الدراسة الفتوى رقم: 31995

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني