الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل مجرد ترك المعصية يعتبر توبة؟

السؤال

أنا شاب تركت ممارسة الاستمناء منذ عام تقريبا، فهل ذلك يعتبر توبة؟ وهل سيجازيني الله خيرا على ذلك؟ علما أنني أقعلت عن فعل الاستمناء. فهل شرط أن أندم وأجعل عيني تدمع؟ وهل شرط أن أقول جهرا بلساني عزمت على ترك الاستمناء، ولن أعود إليه أبدا. أم أن المهم هو ترك المعصية، ولا يهم أي شيء آخر؟
أرجو التوضيح الكامل، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد سبق الكلام على التوبة المقبولة وشروطها في الفتوى رقم: 5450، وليس من شرطها التلفظ بالعزم على عدم العودة ، وإنما يشترط العزم القلبي. وكذلك لا يشترط دمع العين ، وإنما الشعور بالندم في القلب ، فهو روح التوبة ولابد منه.

قال الغزالي: "ولا خلاف في وجوبها ، ومن معانيها: ترك المعاصي في الحال ، والعزم على تركها في الاستقبال ، وتدارك ما سبق من التقصير في سابق الأحوال ، وذلك لا يشك في وجوبه. وأما التندم على ما سبق والتحزن عليه فواجب ، وهو روح التوبة ، وبه تمام التلافي ، فكيف لا يكون واجبا ؟ بل هو نوع ألم يحصل لا محالة عقيب حقيقة المعرفة بما فات من العمر وضاع في سخط الله"

وعلى ذلك ، فمجرد الانتهاء عن المعصية لا يعتبر توبة صحيحة ، ما لم تجتمع فيه شروط التوبة. وانظر الفتوى رقم: 47355.
وترك المعصية يفيد العبد بتوفير حسناته وعدم زيادة سيئاته ، إلا أنه لا يفيد بمجرده في تكفير المعاصي السالفة ، بخلاف التوبة ؛ فإنها تهدم ما قبلها من السيئات ، إضافة إلى وجوب التوبة وما ورد في فضلها من حب الله تعالى للتوابين وفرحه بتوبة عبده ، ولا ينال ذلك بمجرد ترك الذنب ، ولذا فالترك المجرد لا يغني عن التوبة النصوح.
وقد ذكرنا بعض النصائح المعينة على ترك الاستمناء في الفتاوى التالية أرقامها: 76495، 7170، 164945، 225073، 110232، 65187، 194891.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني