الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مجرد الشك في نزول مني أو غيره لا يبطل الطهارة

السؤال

أشكركم على هذا الموقع الرائع، جعل الله ذلك في ميزان حسناتكم، وسؤالي هو: في آخر يوم من شعبان قمت بفعل العادة السرية، وأعلم أنها معصية كبيرة، ويؤنبني ضميري على فعلها... وبعد ذلك قمت بالاغتسال وصليت، لكنني أصبحت بعد الغسل كلما رأيت إفرازات أو مواد لزجة أو سوائل تخرج مني أعيد الغسل مجددا، حيث عاودت الاغتسال ثلاث مرات، وكل ذلك كان لأجل شهر رمضان، لأنني كنت خائفة من أن يؤثر ذلك على صيامي في هذا الشهر، وفي أول يوم من رمضان كانت تأتيني تخيلات جنسية لكني كنت أقاومها وأدفعها ـ ولله الحمد ـ وعندما تأتيني تلك التخيلات أشعر بإحساس في منطقة العانة لكنني أجاهده، فهل ذلك يفسد الصوم؟
أصبحت عندما أقرأ فتاوى متعلقة بذلك أشعر بشيء في منطقة عانتي يشبه الإحساس الذي يحصل عند إثارة الشهوة، لكنني أقاومه وأدفعه، لأنني لو استرسلت معه لحدثت العادة السرية في صباح رمضان، قرأت فتوى متعلقة بذلك فشعرت بإحساس لكني قاومته وتجاهلته، وبعد أن أستيقظت من النوم رأيت مادة لزجة صغيرة، علما بأنني لم أكن محتلمة حينها، فهل ذلك يفسد صيامي؟ ولم أغتسل بعدها، لأنني أتذكر أنني كنت أشعر بتلك المواد اللزجة قبل أن أشعر بتلك الأحاسيس، فأديت فروضي من غير اغتسال، وأصبحت طيلة اليوم تأتيني تلك التخيلات وأجاهدها وأدفعها وأشعر بأحاسيس لكنني أقاومها، ومن كثرة التفكير في ذلك الموضوع ومع كثرة مجاهدتي له نمت ولا أتذكر أنني احتلمت، لكنني أتذكر أنني أثناء النوم شعرت بتلك الأحاسيس في منطقة العانة، وكنت أستيقظ وأنام وأستيقظ وأنام، أصبحت أخشى النوم بسبب هذا الشيء، لكني أوسوس أنني احتلمت، فلو كان احتلاما فهل يكون صيامي قد فسد؟ وعندما استيقظت من النوم لم أجد شيئا فصليت فروضي، وبعد أذان المغرب رأيت مادة لزجة صغيرة فذهبت للاغتسال وبعدها صليت المغرب... وأصبحت بعدها كل ما أرى إفرازات أو سوائل أعاود الاغتسال ثم أصلي، وأيضا بعد ما أحسست بأن صيامي ربما فسد قلت في نفسي أنا مفطرة وخطر على بالي أن أفطر بالفعل، لكنني أكملت صيامي، فهل ذلك يؤثر على صيامي؟ وهل فعلي للعادة السرية قبل رمضان قد أثر على صيامي؟ وهل صلواتي التي أديتها في هذا اليوم صحيحة أم علي إعادتها؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يعينك على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يصرف عنك وساوس السوء، وقد بينا في الفتوى رقم: 96742، أن مجرد الوسوسة بالشعور بالشهوة لا إثم فيه، وأن الذي ينبغي هو دفع هذا التفكير، وذكرنا عدة وسائل لذلك، فراجعيها.

والاستمناء حرام، وقد بينا أدلة تحريمه، وسبيل الخلاص منه في الفتوى رقم: 7170.

وعليه، فبادري التوبة، ومع ذلك فلا أثر له في إبطال الصوم، إذ لم يكن في نهار رمضان، وانظري الفتوى رقم: 140157.

وقد بينا في الفتوى رقم: 152807، الفرق بين المذي والمني ورطوبة فرج المرأة، فراجعيها.

وحتى لو كان الخارج منياً، فلا يوجب غسلاً آخر، وانظري الفتوى رقم: 20570.

وننبهك هنا إلى قاعدة مهمة، وهي أن: اليقين لا يزول بالشك، فمع الشك في خروج شيء، فالأصل عدم خروجه، ولا يلزمك التفتيش عنه، وهذه قاعدة تذهب عنك كثير من العناء، وانظري الفتوى رقم: 124758.

وقد بينا في الفتوى رقم: 164821، أن الأصح أن التردد في النية لا يقطع الصيام، وبالأولى الخواطر، لا سيما إذا كان التردد أو الخاطر ناشئاً عن ظن مخطئ بالفطر.

وقولك: أنا مفطرة بناء على ظنك الفطر لا أثر له، وراجعي الفتوى رقم: 138713.

ونلحظ من سؤالك نوع وسوسة، فنسأل الله أن يعافيك من الوسوسة، وننصحك بملازمة الدعاء، والتضرع، وأن تلهي عن هذه الوساوس، ونوصيك بمراجعة طبيب نفسي ثقة، ويمكنك مراجعة قسم الاستشارات من موقعنا، وراجعي الفتاوى التالية أرقامها: 3086، 51601، 147101، وتوابعها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني