الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كره الوساوس دليل على الإيمان

السؤال

أنا ابتليت بالوسواس القهري، فقد وصل معي لذروته، وبدايته كانت في الصيام، وبعدها في الحلف والنذر، والوضوء أيضًا، فأخرج من وسواس ويأتيني وسواس، وأنا من المتابعين لفتاواكم، وأثق بكم جدًّا، وهذه الوساوس حالت بيني وبين حياتي إلى أن جاءني الوسواس الخطير، وهو الشك في وجود الله -معاذ الله من هذا الوسواس- وكل ما ينتابني هذا الوسواس أتذكر عندما قرأت على قريبتي، وخرج منها الشيطان، ولكني أحس أن هناك صراعًا في داخلي يجعلني أتمنى الموت، وأفضله على العيش في هذا الوسواس، وعندي وسواس آخر، وهو العين، فأخاف أن أعطي أحدًا عينًا، أو أعطي نفسي، وأخاف من عيني بشدة، على الرغم من أنني لست حسودة، والله يعلم أني أحب لأخي ما أحبه لنفسي، ولا أتمنى لأحد السوء، وكلما رأيت شيئًا يعجبني أدعو له بالبركة، ولكن الوسواس يقتلني، لا أعلم كيف أشرح لكم، وقد تخلصت من وسواس الشك في وجود الله -والحمد لله- ولكنه عاد منذ عدة أيام، فقد كنت أبحث في النت، وقرأت عن قانون الجذب في فتوى لكم، وأنا لا أؤمن بتلك الخرافات، ولكن الوسواس يشككني، فأرجو منكم أن تفيدوني، لعل هذا الوسواس يذهب، مع أني دائمًا أدعو الله أن ينجيني منه، وأنا متيقنة بأنه سينجيني، وأرجو أن لا تضعوا لي في الفتوى أرقام فتاوى أخرى؛ لأنني سأتشتت كثيرًا، وشكرًا لكم، وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله سبحانه أن يفرج همك، وينفس كربك، ويعافيك مما تجدين.

واعلمي أن كراهيتك لهذا الوسواس إنما هو دليل إيمان، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال: جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به، قال: وقد وجدتموه؟ قالوا: نعم، قال: ذاك صريح الإيمان.

وعلى هذا، فطالما أنك تدافعين ذلك الوسواس فلا تؤاخذين به، بل أنت مأجورة على ذلك -إن شاء الله- وانظري الفتويين: 134765، 159993.

وبخصوص الوسوسة في وجود الله، فراجعي الفتاوى التالية أرقامها: 237892، 128213، 117216، 22279.

وأما خوفك من العين، فطالما أنك تباركين عند رؤية ما يعجبك، أو تقولين: ما شاء الله، فلا حرج عليك بعد ذلك، وانظري الفتويين التاليتين: 179043، 179043.

وقد ذكرنا بعض وسائل التغلب على الوساوس عمومًا في الفتويين: 51601، 3086.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني