الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم سوء الظن بشخص بناء على ما يُسمع عنه من سوء تصرفاته

السؤال

أعرف أنه يجب عدم سوء الظن بالمسلم، لكن بعض الناس من كثرة أخطائهم إذا وصلني خبر عنهم أصدقه، لأنني أعرفهم جيدا، فأخي يشكو لي سوء معاملة أمي، فهو فقير ومتزوج، وقد رحلوا من بلادهم بسبب وضع البلد وسكنوا مع بعض، وليس لديه مال، وأمي لديها المال، ولديه مبلغ بسيط جداً وسينتهي، ويقول لي إن أمي لا تسمح له بالأكل معهم هي وإخواني، ولديه زوجة وولد، وأبي يرسل لهم مالا لكن أمي لا تجعله يأكل معهم، وتقول له اذهب وكل وحدك، وتعلم أنه ليس لديه مال ليشتري، وهو يشكو لي ويبكي وأنا أعرف أمي وتصرفاتها، فقد كانت تظلمني ولا تعاملني معاملة حسنة، وأخطأت في حقي هي وأبي كثيراً من الظلم والإهانة والذل والكثير من الإساءة، فهل يجب أن لا أصدق أخي وأنا أعرف أمي، وأعرف أن مثل هذا التصرف قد يصدر منها؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فننبه أولاً على أن إساءة الأم لا يبرر هجرها ولا يسقط برها، وانظري الفتوى رقم: 21916.

وبدلاً من سوء الظن، فيمكنك أن تتحققي، وتسألي أمك، وتوصيها، وتذكريها بأن المال الذي ينفقه الأب، يجب أن تُعطي الابن الفقير منه قدر نفقته، بل لو عجز الأب، وكانت الأم موسرة لزمها أن تُنفق على ابنها الفقير، وانظري الفتويين رقم: 123011، ورقم: 56912.

وقد رخص بعض أهل العلم في إساءة الظن بمن أفعاله قبيحة، وسيرته مذمومة، فانظري الفتوى رقم: 253033.

ومن أهل العلم من يجعل المحرم من الظن ما تُكلِم به لا ما وقع في القلب، فانظري الفتوى رقم: 60923.

وعليه، فلو وقع في قلبك صدقه، فلا إثم عليك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني