الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم قراءة القصص المثيرة للشهوة الجنسية وكيفية نسيانها والبعد عنها

السؤال

سيدي: كنت قد قرأت منذ فترة ‏رواية، لم أكن أعرف عنها سوى ‏اسمها، وأقسم أني لم أكن أعرف ‏محتواها. ‏
خلاصة القول كانت تتحدث عن ‏الجماع، وفيها تفاصيل عنه، ‏تفاجأت، وذهلت؛ لأنني أول مرة في ‏حياتي أقرأ شيئا كهذا، وأحسست ‏بشعور غريب، وقشعريرة تسري في ‏جسدي. ‏
وبعد أن انتهيت من تلك الرواية، ‏انتابني الفضول، فبحثت أكثر عن ‏هذا الشيء؛ لأعرف تفاصيل أكثر، ‏وأكثر. كان في البداية بدافع الفضول ‏لا أكثر، خصوصا أنني أدرس في ‏مجال الطب، فكان نوعا ما يتطرق ‏إلى دراستي، وتطور بي الأمر ‏وأصبحت أبحث عن قصص في ذاك ‏الشيء تحديدا، وكل مرة كنت أشعر ‏بتلك القشعريرة، وظللت هكذا فترة ‏شهر تقريبا، حتى إنني كدت أن ‏أشاهد أفلاما عن هذا، ولكني كبحت ‏جماح نفسي بكل قوتي، وامتنعت ‏عن هذا.‏
سيدي: قررت أن أتوب إلى الله ‏وأعود عما فعلت، وبالفعل توقفت، ‏ولكن توبتي منذ أيام قليلة، ‏والمشكلة أنني حتى الآن يتبادر إلى ‏ذهني ما قرأت، وأتخيله. وكلما ‏شعرت بهذا، أستعيذ بالله، وأحاول ‏استرجاع ما أتذكر من القرآن، ولكن ‏دون جدوى. ‏
أصبحت أكره نفسي بسبب ذاك ‏الشيء، وندمت على ما فعلت، وأريد ‏أن أنسى ما قرأت، وأتوب توبة ‏نصوحا.‏
فماذا أفعل يا سيدي؟ ‏
أرجو منكم النصح. جزاكم الله خيرا.‏

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا شك في أن قراءتك القصص المذكورة، أمر محرم؛ وانظري الفتوى رقم: 65691.

وفعل ذلك بقصد استدعاء خروج المني، يخشى أن يكون في معنى الاستمناء المحظور، وقد منع بعض أهل العلم من استدعاء الفكرة بقصد إنزال المني, ورأوه في معنى الاستمناء المحرم, كما ذكرنا ذلك في الفتوى رقم: 145589.

فالواجب عليك الإقلاع التام عن قراءة تلك القصص وما شابهها، وعدم العودة إلى قراءتها مرة أخرى؛ فإنها سبيل للوقوع في الحرام، من خلال إثارة الشهوات الغريزية في الإنسان.

وننصحك بالإكثار من الدعاء، وذكر الله, والاجتهاد في الصوم؛ فإن في ذلك وقاية من الوقوع في الحرام إن شاء الله، ثم إن كنت غير متزوجة، وتيسر لك الزوج الصالح، فبادري إلى الزواج؛ فإنه أعظم ما تطفأ به نار الشهوة، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة، فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاء. متفق عليه، واللفظ للبخاري.

وريثما يحصل ذلك، فعليك أن تشغلي نفسك بالأمور النافعة من قراءة القرآن، وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وسير أصحابه، والصالحين، مع مجاهدة النفس على الزيادة في الطاعات، والإكثار من القربات؛ لعل الله تعالى يصرف عنك هذا التفكير.

ولمزيد الفائدة راجعي الفتاوى ذوات الأرقام الآتية: 204529 ، 13726 ، 5450.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني