الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الموسوس إذا قال كلاما يحتمل الكفر وعدمه

السؤال

الخوف من الوقوع في الكفر يخيفني، والأفكار لا تتوقف في عقلي، أعمل في مجال مختلط ويوجد زميل لي يقال إنه بدعي، وهو ينتمي إلى منطقه يوجد فيها مبتدعة، وأغلب الظن أنه بدعي وكان يقول لي أنا لا أؤمن ببدعي أو سني، فجميعنا مسلمون ولا أتذكر نيتي عند ردي عليه وكانت نيتي موافقته في الكلام كي أأمن شره، وأظن أنني قلت له نعم يجب أن لا نفرق بين المسلمين وأظن أنني قلت له أنني أعرف رجلا بدعيا كبيرا في السن، يقول أنا لست سنيا ولا بدعيا، أنا مسلم، ومتأكدة أنني لم أقل له نعم معتقدة بهذا الاعتقاد، فأنا لا أقول هذا الكلام، فأنا سنية وبكل فخر، ولم ولن أنكر هذا، وربما وافقته في مقولته خوفا من أذيتهم للسنة فقط، فهل ما فعلته يمكن أن يكفرني لا قدر الله؟ أنا مصابة بوسواس قهري شديد.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنه يتعين على من علم من نفسه أنه مصاب بالوسواس القهري أن يعرض إعراضا كليا عن التفكير في كونه ارتد، لأن هذا مما يزيد مشاكل الوسوسة عنده، وأما عن طبيعة ما وقعت فيه بسبب خوفك من هذا الرجل: فلا يعتبر ردة، لا سيما وقلبك مطمئن بالإيمان ـ كما ذكرت ـ لأن الكلام المحتمل للكفر ولعدمه لا يحصل به الكفر ما لم يقصد القائل بكلامه الكفر. قال علي القاري في شرح الشفا: قال علماؤنا: إذا وجد تسعة وتسعون وجهًا تشير إلى تكفير مسلم، ووجه واحد إلى إبقائه على إسلامه، فينبغي للمفتي، والقاضي أن يعملا بذلك الوجه، وهو مستفاد من قوله عليه السلام: ادرءوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم، فإن وجدتم للمسلم مخرجًا فخلوا سبيله، فإن الإمام لأن يخطئ في العفو، خير له من أن يخطئ في العقوبة ـ رواه الترمذي، والحاكم. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني