الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الحلف الكاذب يمين غموس تجب التوبة منها ولا كفارة لها

السؤال

اشتدت صحبتي مع فتاة زميلة لي ‏في الدراسة، وكنا نتحدث عن منشد، ‏وشخصية كرتونية. فاتهمنا بعض ‏البنات بأننا نتحدث عن الأولاد. ‏فأقسمت لهن بأننا لم نتحدث عن ‏الأولاد؛ لأننا في ذلك الوقت كنا ‏نتحدث عن شخصية كرتونية، نصفها ‏ولد، ونصفها الآخر وحش.
حصلت هذه ‏الحادثة قبل أربع سنين تقريبا، ‏والآن نسيت هل نويت التورية أثناء ‏حلفي لليمين أم بعد ذلك.‏
‏ فهل علي شيء؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإنه لا يلزمك كفارة؛ لأنه لا يصدق على الشخصية الكرتونية أنها ولد. وأما المنشد فالظاهر أنه شخص حقيقي، ولكن حلفك كذبا على عدم الحديث عنه، لا يلزم به كفارة أيضا غير التوبة؛ لأن يمين الكاذب، هي اليمين الغموس، ولا كفارة لها عند جماهير العلماء، ولكنها محرمة تحريما شديدا؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس، واليمين الغموس. رواه البخاري. وأخرج الحاكم بسند صحيح، عن عبد الله بن مسعود قال: كنا نعد الذنب الذي لا كفارة له: اليمين الغموس.

وكونك قد نسيت هل نويت التورية أثناء حلفك لليمين، أم بعد ذلك... لا يؤثر فيما ذكرناه؛ لأن ذمتك قد عمرت باليمين يقينا، فلا تبرأ من ذلك إلا بيقين.

فعليك أن تبادري بالتوبة النصوح منها إلى الله تعالى، ولتكثري من الطاعات، وأعمال الخير؛ فإن الحسنات يذهبن السيئات، والتوبة تمحو ما قبلها، كما قال تعالى: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى {طه:82}. وقال صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. وفي رواية: الندم توبة. رواه ابن ماجه، وغيره، وحسنه الألباني.

ولو أنك احتطت، وجمعت بين التوبة منها، والكفارة عملا بمذهب الشافعي، القائل بأن اليمين الغموس تكفر، فلا حرج في ذلك. وراجعي في الكفارة الفتوى رقم: 34211.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني