الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سبل شكر الله على التوفيق للهداية

السؤال

لقد هداني الله تعالى، فأخرجني من ‏الظلمات، ورحمني، وجعلني من ‏عباده المسلمين. كنت من قبلُ في ‏ضلال مبين، هداني الله، وجعلني ‏مقيماً للصلاة، آمراً بالمعروف، ناهياً ‏عن المنكر، وعلمني ما لم أكن أعلم. ‏كنت لا أعرف ما الكتاب، ولا ‏الإيمان. علمني الله، وزادني علماً، ‏وإيماناً إنه بي غفور رحيم. وما كنت ‏خارجاً من الظلمات لولا هداية الله ‏رب العالمين، ففضل الله عليَّ ‏عظيم.
الآن -والفضل لله- أريد أن ‏أشكر الله سبحانه على ما أنعم عليّ به، ‏وما ذكرته لكم، جزء قليل جداً من ‏النعم التي أنعم الله بها عليّ.‏
‏ هل أنذر للرحمن صوماً، أو أي ‏شيء آخر لكي أشكره، أو ماذا أفعل؟
‏أجيبوني يرحمكم الله.‏

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فشكر الله على نعمه، والتي من أجلها نعمة الهداية، والتوفيق للاستقامة، يكون بلزوم عبادته، والاجتهاد في طاعته سبحانه.

قال ابن القيم رحمه الله: فَإِنَّ النِّعَمَ نَوْعَانِ: مُسْتَمِرَّةٌ، وَمُتَجَدِّدَةٌ، فَالْمُسْتَمِرَّةُ شُكْرُهَا بِالْعِبَادَاتِ وَالطَّاعَاتِ، وَالْمُتَجَدِّدَةُ شرع لها سجود الشكر. انتهى.

فعليك أن تلزم طاعة الله تعالى شكرا لنعمته: محافظة على الفرائض، واجتنابا للنواهي، واجتهد في فعل النوافل، كما يشرع لك لزوم الثناء على الله بنعمه، ودوام حمده سبحانه على إفضاله، وآلائه التي لا تحصى، ولو نذرت طاعة معينة، لزمك الوفاء بها، وهذا النذر ابتداء مستحب على الراجح، وإنما المكروه نذر المجازاة، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 147043.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني