الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طاعة الزوج أوجب من طاعة الأبوين

السؤال

عندي 22 عاما، تزوجت منذ 3 سنوات زواجا تقليديا، لكن أحببت زوجي جدا، وطوال فترة الخطبة كانت الأمور طيبة، لكن قبل الزواج حدثت مشكلة من أجل القائمة، لكني عدت، وزوجني أبي بدون قائمة، ثم حملت مباشرة، وبدأت المشاكل، لكنها كانت عادية، وفى يوم كانت أمي عندي واشتكى زوجي لأمي، فتشاجرا بالكلام فهو عصبي، وأمي أيضا عصبية، فذهبت أمي وقصت لأبي ما حدث، فدعاني أبي لزيارتهم، فذهبت وكان زوجي هو من أوصلني، فقال لي أبي: أيعجبك ما فعله زوجك؟ ستجلسين عندنا، فقلت لأبي: لا؛ حتى لا يظن زوجي أني خدعته حتى يأتي بي إلى هنا، فجلست عند أبي شهرا، ثم أتى أخوه وأقرباؤه ليصلحوا بيننا، فلم توافق أمي أن أذهب معهم، فجاء زوجي وأخذني، وقال لي: لن تذهبي عند أهلك حتى أقول لك، فقد ذهبت بك إليهم فلم ترجعي، وطلب أبي منه القائمة، فلم يرضَ، وقال: أنت بدون قائمة وتركت البيت، فكيف إن كتبتها؟! ثم عملها لأن أبي قال: إما أن يكتبها أو آخذ ابنتي، وكان مغضبا لأنه كان مسافرا وجلست شهرا خارج البيت، وعندما سافر طلبت منه الذهاب لأهلي فلم يوافق، وبقيت أكثر من شهر لم أذهب لأهلي، وفي يوم من الأيام أرسل أبي أعمامي كي يأخذوني، فلم أذهب معهم لأنه حلف علي بالطلاق، ثم جاء أبي فأخذني، وجلست عندهم 3 أشهر، ثم جاء زوجي فأخذني، وفي يوم وأبي يوصلني قابل أم زوجي وسلم عليها فلم ترد عليه، فالعلاقة بين الأهل كانت مقطوعة لأنهم غضبوا من الموقف الذي حدث عندما أتوا البيت ليأخذوني، فقلت لزوجي فلم يعتذر لأبي فتركت البيت، وفوجئت وأنا في بيت أهلي أنه أرسل لي إنذارا بالطاعة، فرفعت عليه خمس قضايا، ثم جاء ليصالحني، فلم يوافق أبي، فسافر ومرت سنة ونصف لم يسأل علينا فيهم، ورجع وكان يريد أن يصالحنى وقال إنه سيدفع لأبي المصاريف التي صرفها علينا طوال هذه المدة، ومصاريف المحامي، وشبكتي كنت تركتها عند أمه عندما سافرت شهر العسل، ولم أكن أخذتها منها لأني غضبت المرة الأولى، ووعدني أن يأتيني بها، فطلبتها فقال لي سيأتيني بمثلها أيضا عندما أرجع، لكن لم يوافق أبي، وقال: تأتيها الشبكة والفلوس، والمشكلة تعقدت وهو إلى الآن يريدني، وأنا لا أدري ماذا أفعل؟ فأنا الآن بينه وبين أهلى، ومشفقة على ابنتي، لا أدري ماذا أفعل!

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالواجب عليك أن ترجعي لزوجك، وتعاشريه بالمعروف، ولا يجوز لك الخروج من بيته لغير ضرورة دون إذنه، ولا يجوز لك طاعة والديك في ترك بيته، أو عدم الرجوع إليه، قال ابن تيمية (رحمه الله): " الْمَرْأَةُ إذَا تَزَوَّجَتْ كَانَ زَوْجُهَا أَمْلَكَ بِهَا مِنْ أَبَوَيْهَا وَطَاعَةُ زَوْجِهَا عَلَيْهَا أَوْجَبُ " مجموع الفتاوى - (32 / 261)
وقال المرداوي الحنبلي (رحمه الله) : لا يلزمها طاعة أبويها في فراق زوجها، ولا زيارة، ونحوها، بل طاعة زوجها أحق.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني