الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التفاؤل بقرب الزواج من حسن الظن بالله

السؤال

أنا لم أتزوج بعد، ولي قُرابة سنة من الآن وبقلبي -بفضل ربي- فرحة وسعادة أني سأتزوج قريبا، وأحس أن الفرج قريب جدا -بإذن الله-، ومن شدة هذا الإحساس أتوقع أن الفرج سيكون قبل هذه السنة -بتوفيق من الله-، وأحيانا أقول لصديقاتي: جهزن الهدية، فرحي اقترب، أو: أنا سأتزوج قريبا. ويدخل علي الشيطان وساوس أن هذا كذب، وكلامي فيه تعدٍ. أرشدوني بارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فما ذكرت ليس من الكذب في شيء، فالكذب يتعلق بالماضي، فهو الإخبار عن شيء حدث في الماضي بخلاف ما هو عليه، قال الماوردي في أدب الدنيا والدين: والصدق والكذب يدخلان الأخبار الماضية، كما أن الوفاء والخلف يدخلان المواعيد المستقبلة. فالصدق هو: الإخبار عن الشيء على ما هو عليه، والكذب هو: الإخبار عن الشيء بخلاف ما هو عليه. اهـ.
والذي يظهر - والله أعلم - أنه أيضا ليس فيه تعد، فغاية أمرك أنك تحسنين الظن بربك، وتتفاءلين بقرب موعد زواجك، والمطلوب شرعا أن يحسن المسلم الظن بربه، والله تعالى عند ظن عبده به.

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل الحسن؛ كما جاء في السنة الصحيحة عنه، وذكر العلماء أن ذلك ممدوح لما يتضمنه من إحسان الظن بالله عز وجل، قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري:...وإنما كان صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل؛ لأن التشاؤم سوء ظن بالله تعالى بغير سبب محقق، والتفاؤل حسن ظن به، والمؤمن مأمور بحسن الظن بالله على كل حال....اهـ.

نسأل الله تعالى أن يعجل لك الخير، ويرزقك زوجا صالحا تقر به عينك. ولمزيد الفائدة نرجو مطالعة الفتوى رقم: 18430، والفتوى رقم: 220078.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني