الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشك في العبادة بعد الفراغ منها لا يؤثر في صحتها

السؤال

أنا نفس الفتاة المصابة بوسواس كفر وغيره، أنا في حالة اكتئاب ولا أحد يدري إلا الله، وقد سألتكم من قبل عن أعمالي الماضية التي كنت أشك فيها، وأنا كل مرة أشك في شيء، وكل مرة أكتشف شيئا، أنا كرهت حياتي، منذ سنة وأنا في جحيم لا أعرف لماذا تحدث لي هذه الأشياء؟ أكررها أثر علي الوسواس نفسيا وجسديا كثيرا، ويأتي مع نوبات هلع وفزع، أنا ابتليت بعادة سيئة كنت أداعب نفسي في منطقة الفرج منذ كان عمري تقريبا سبعا إلى ثماني سنوات بدون سبب، يعني أنا لم أكن أعرف أصلا ما هي؟ كنت أفعلها، وكنت أظن أنها عادة سيئة فقط، وأنا الوحيدة التي أفعلها وعندما كبرت وأصبحت أزيد علمي من الإنترنت وحسب ما أتذكر كانت ممكن قبل سنتين قرأت عن العادة السرية، وصعقت عندما عرفت أنها نفس العادة التي كنت أفعلها وأنا صغيرة وجاهلة، أتذكر وقتها كنت أظن أني تركت فعلها منذ عدة سنوات بعد البلوغ، الآن منذ يومين توقفت أفكار الكفر وفجأة تأتي خواطر وأفكار في هذا الموضوع، تأتي الأفكار عن طريق مشاهد في ذهني تذكرت أني فعلتها في أول سنة بلغت فيها كنت على حيض ولا أعرف كم يوما، هل استمررت فيها؟ وهل حدث إنزال أو لا؟ وهل كل سنة فعلتها أو لا؟ أنا لا أتذكر، وتذكرت أيضاً أني فعلتها في فترة قبل ثلاث أو أربع سنوات، ولم أفعلها عدة مرات، ممكن بالكثير شهرا كاملا، ولا أتذكر متى وكيف تركتها؟ وتذكرت أيضاً أني فعلتها في فترة ممكن تكون بعد البلوغ أي قبل ست سنوات، تأتي خواطر في ذهني وتخمينات لست متأكدة، ولكن لا أعلم تأتي أفكار ومشاهد في ذهني بأنه نزل سائل، أو كنت ببلل ووجود سائل، وقتها ممكن يكون مذيا أو منيا، ولا أعلم متى بالضبط، أنا فعلاً تأتي مشاهد وأتذكرها ولكنها ليست كاملة، وأخاف أن تكون وسوسة، وأنا موسوسة، وقد تعبت من هذه الأفكار التسلطية فجأة، ولم أكن أعرف شيئا عن هذه الأشياء وقتها، أنا لا أفعلها بنية الاستمناء، ويشهد الله لم أكن أعرف أنها ما يسمي بالعادة السرية، وأنها حرام، أنا عمري عشرون سنة الآن بلغت منذ كان عمري اثني عشر سنة، أنا تركت فعلها سنوات، ولكن لا أعلم بالتحديد متى تركتها؟ ولكن أتذكر فقط أياما معينة فعلتها فيها، وحدث هذا منذ سنين لا أتذكر، لقد اغتسلت قبل رمضان غسل دخول الإسلام بسبب الوسوسة، فما الحكم في حالتي أفتوني؟ هل علي قضاء صلاة وصيام حياتي كلها منذ البلوغ إلى الآن؟ وهل صحيح أن الغسل للحيض يجزئ عن غسل الجنابة إذا كانا في وقت كما يقول بعض الشيوخ ؟! ولقد اغتسلت قبل رمضان غسلا لدخول الإسلام فهل يجزئ عن غسل الجنابة وصلاتي هذه الشهور الأخيرة صحيحة ؟!.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فعلاج هذه الوساوس هو الإعراض عنها وعدم الالتفات إليها، فجاهدي نفسك في التخلص من هذه الوساوس، ولا تعيريها اهتماما، وراجعي الأطباء الثقات، كما يمكنك مراجعة قسم الاستشارات بموقعنا، نسأل الله لك العافية، وأما هذا الأمر فلا تبالي به، ولا تفكري فيه، وصلاتك صحيحة لا تلزمك إعادتها ما دام الأمر مجرد شك، فإن الشك في العبادة بعد الفراغ منها لا يؤثر في صحتها، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 120064، فدعي عنك هذه الوساوس والأفكار، واعلمي أنها من كيد الشيطان لك، وتلبيسه عليك ليبعدك عن الطاعة، ويفسد عليك حياتك، وغسل الحيض يجزئ عن الجنابة، ولا يلزمك الاغتسال للإسلام لأنك بحمد الله مسلمة، وإنما يوسوس لك بالخروج من الإسلام الشيطان الرجيم، فلا تبالي بوسوسته، ولا تكترثي لها حتى يعافيك الله عز وجل، وعلى القول بوجوب الاغتسال للدخول في الإسلام فإن هذا الغسل يجزئ عن غسل الجنابة، بيد أننا نكرر أنه لم يكن يلزمك شيء من ذلك، وأن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد وسوسة فلا تعيريها اهتماما.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني