الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم تكفير اليمين بالصوم لمن عنده مال يحتاج إليه

السؤال

أنا شاب أبلغ من العمر عشرين عامًا، مشكلتي أني كنت أحلف بالله كثيرًا، ثم أنقض يميني، ربما أكثر من مائة مرة، وليس لي دخل، ولكني أدخر بعض المال لحين الحاجة إلى شيء ما، ولكنه لا يكفي بالطبع لتكفير كل أيماني عن طريق الإطعام، فهل يحل لي أن أحتفظ بهذا المال، وأكفر عن أيماني بصيام ثلاثة أيام أم لا يجوز لي الصيام لأني أمتلك هذا المبلغ؟ علمًا بأني قد أحتاجه في شراء بعض الحاجيات. وهل يحل لي ادخار المال أم يجب أن أنفق كل ما أحصل عليه لتكفير الأيمان؟ أرجو مساعدتي لأني في حيرة شديدة من أمري، وهو ينغص علي حياتي، وأخاف أن أموت، ولم أقضِ ما عليّ، وشكرًا لسيادتكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا ينبغي للمسلم أن يكثر من الحلف بالله؛ لما في ذلك من الجرأة على الله -سبحانه وتعالى-، وعدم هيبته وتعظيمه، وانظر في ذلك الفتوى رقم: 25394، ولمزيد فائدة راجع الفتوى رقم: 236026.

وأما بخصوص التكفير بالصيام، مع وجود المال، واحتياجه في بعض الحاجيات، فقد بينا بالفتوى رقم: 108008 أنه لا يجوز الانتقال إلى الصوم في التكفير عن اليمين في حال استطاعة الإطعام، أو الكسوة، أو العتق، ومن عجز انتقل إلى الصيام، ونقلنا عن أحمد، وإسحاق، وغيرهما: أن من ملك ما يكفر به زائدًا على قوته، وقوت من تلزمه نفقته يومه وليلته، لم يجز له الانتقال إلى الصيام بدل الإطعام، فعلى هذا؛ ليس لك أن تحتفظ بأكثر من قوتك، وقوت من تلزمك نفقته.

وأما إذا كفرت عن بعض أيمانك حتى نفدت أموالك، فالواجب إكمال التكفير بالصيام.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني