الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

استحباب النوم مع الزوجة في فراش واحد، وإحسان الصحبة بينهما

السؤال

ما حكم الشرع في أن الزوج الذي يهتم بنظافة البيت, ويتابعه، ويتشاجر مع زوجته, ويقاطعها بالأسبوع أو أكثر، وعندما تحاول أن تكلمه يصرخ في وجهها، وعندما يتناقشون يشتمها, ويقول لها: أنا رد فعل لك.
ويضايقه التراب في الشقة، ومن أول الزواج شجار دائم، وعندما أطلب منه اهتماما يقول لي: لو لم تهتمي بالشقة والبيت لا تسأليني عن اهتمام، وأصبح الوضع العادي شتما وإهانات، وطريقتي في الكلام يقول لي: لا بد أن تقولي المعلومة المهمة أولا ثم تكملي كلامك، وأنا طول عمري لي طريقة في الكلام.
ولا يأتي في المشكلات الكبيرة أبدا ويبدأ، ويكون حنونا، لا بد أن أكون أنا التي أحاول أن أترجاه.
أنا تعبت، عندي رضيع عمره 4 أشهر، ومتزوجة منذ سنة و3 أشهر تقريبا, ولا أدري ماذا أفعل؟
ظل 10 أيام يفتح التلفاز، وينام أمامه, ويقول لي: إنه ينام دون أن يشعر.
أفتوني، وسأجعله يرى إجابتكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالواجب على الزوجين: أن يعاشر كل منهما صاحبه بالمعروف، ومن المعاشرة بالمعروف: أن يحسن الرجل صحبة زوجته, ولا يتلفظ بما يؤذيها، وأن تطيع المرأة زوجها في المعروف، وتقوم بخدمة البيت بالمعروف، كما بيناه في الفتوى رقم: 13158.
وعلى الزوج: أن يعفّ زوجته على قدر طاقته وحاجتها بالمعروف، ولا يهجرها لغير مسوّغ، والأولى: أن ينام معها في فراش واحد؛ قال النووي -رحمه الله-: "والصواب في النوم مع الزوجة: أنه إذا لم يكن لواحد منهما عذر في الانفراد فاجتماعهما في فراش واحد أفضل، وهو ظاهر فعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي واظب عليه مع مواظبته -صلى الله عليه وسلم- على قيام الليل، فينام معها فإذا أراد القيام لوظيفته قام وتركها، فيجمع بين وظيفته وقضاء حقها المندوب، وعشرتها بالمعروف, لا سيما إن عرف من حالها حرصها على هذا" شرح النووي على مسلم - (14 / 60)
فالذي ننصح به: أن تعاشري زوجك بالمعروف, وتتفاهمي معه, وتتجاوزي عن هفواته، فالعلاقة بين الزوجين ينبغي أن تكون علاقة مودة وتراحم، وهذا يحتاج إلى الصبر منهما, وإلى التجاوزعن بعض الأخطاء, والتغاضي عن الزلات والهفوات، والنظر إلى الجوانب الطيبة في أخلاق الطرف الآخر, ومراعاة كلٍّ منهما لظروف الآخر.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني