الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

بالله عليكم أنا في حال صعبة ومعاناة رهيبة، وأحتاج إجابة عاجلة لسؤالي، وعدم تحويلي لأسئلة أخرى؛ لأنها لم تفدني أنا أعاني من الوسواس منذ أكثر من عشر سنوات في عدة أشياء، ولكن أسوأها هو وسواس الوضوء، فبسبب خوفي من خروج الريح أصبحت بمجرد تفكيري في الصلاة أعمل حركة مدافعة الريح رغما عني، والتي تتسبب في خروج الريح، حتى ولو قدرا ضئيلا منها داخل بطني يخرج فأطلقت أتوضأ وأعيد الوضوء، ويزداد الأمر سوءا بمرور الوقت، فقديما من سنين كنت أستهلك ربع ساعة للوضوء حتى أوقف مدافعة الريح، ولكن ربما استمر حتى وأنا أصلي في هذه الحركة، فتخرج الريح، وأذهب لإعادة الصلاة والوضوء، أما الآن ومنذ بداية الحمل زاد الوسواس جداً ووصل الوقت لساعة إلا ربعا وأحيانا ساعة، فضاع وقتي وتوترت حياتي، ولم أعد أجلس مع زوجي وابني وأهلي إلا قليلا، وزادت آلام ظهري حتى أني أحيانا لا أطيق الوقوف على الحوض للوضوء من الألم الشديد، وأبكي أتمنى فقط أن أصلي صلاة خاشعة مطمئنة بوضوء سهل بلا عذاب وتضييع وقت، لم أعد متفرغة لتعليم ابني أو تحفيظه القرآن، وإنما أقوم بأساسيات البيت بصعوبة، وبكثير من التأخير لدرجة أن ملامح وجه زوجي تتغير، ويظهر عليه القلق بمجرد سماعه للأذان، وأحيانا يتعمد الخروج لقضاء أعماله في أوقات وضوئي، حتى لا يجلس بمفرده، ولكنه يفاجأ عندما يرجع أني ما زلت لم أتوضأ بعد، حاولت الأخذ برخصة سلس الريح والوضوء لمرة واحدة بعد دخول الوقت ولم أستطع؛ لأني أعلم يقينا أني غير مصابة بسلس ريح، حيث أني بمجرد الانتهاء من الصلاة أعود طبيعية تماماً، حتى الصلاة التالية فأنا أعتبر نفسي السبب في خروج الريح، ولكن هذا ليس بإرادتي فأنا لا أستطيع منع نفسي من مراقبة الريح ومدافعتها، تخيل يا شيخ أني كانت أمامي فرصة للحج ولم أذهب بسبب هذا الموضوع؛ لأن الحج يحتاج طهارة والطواف والصلاة لكل وقت، وزوجي أخبرني أنه في الحج لا تتوفر الحمامات وأماكن الوضوء، حتى أني لا أستطيع الوضوء بماء أحمله معي؛ لأنه يكون قليلا وأنا لا أغرف متى سأنتهي من وضوئي، فأنا أصبحت أفرح إذا توضأ في ربع ساعة كاملة، فهي بالنسبة للساعة جيدا جداً، ماذا أفعل بالله عليكم أفيدوني وأعطوني حلا نهائيا لمعاناتي التي تزيد بمرور الأيام، وباستجابتي الوسواس والاستمرار في مدافعة الريح، هل لي رخصة حتى أشفى في أن أتوضأ مرة واحدة بعد دخول الوقت مع خروج الريح؟ مع العلم بأنه لا يوجد وقت هدوء بالنسبة لي، فكلما فكرت في الصلاة تبدأ مدافعة الريح.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالذي نقطع به أن هذا كله وسواس لا حقيقة له، وأن شعورك بمدافعة الريح إنما هو من تلبيس الشيطان عليك ومكره بك، يريد بذلك صدك عن العبادة، وصرفك عن الطاعة، والذي ننصحك به هو أن تتجاهلي هذه الوساوس تماما، وألا تعيريها اهتماما، وتوضئي مرة واحدة بصورة عادية طبيعية، ثم صلي مهما وسوس لك الشيطان أنه قد خرج منك ريح، فإذا فعلت هذا زالت عنك كل تلك المعاناة، والأمر لا يحتاج منك إلا لبعض المجاهدة حتى يمن الله عليك بالتخلص من تلك الوساوس، وراجعي الفتوى رقم: 51601. وننصحك بمراجعة الأطباء الثقات، كما يمكنك مراجعة قسم الاستشارات في موقعنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني