الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف يفعل من اكتشف بعد الدخول أن زوجته ليست عذراء وأنها حامل

السؤال

سؤالي هو: تزوجت منذ فترة قصيرة، وأجبرت على الزواج، والسبب هو: أني تعرفت على زوجتي، وذهبت لخطبتها، وتفاجأت برفض أبيها، وبعد فترة من الزمن كلما يأتيها شاب يرفضه أبوها، فما كان من البنت إلا أن هربت وجاءتني، وقالت لأهلها: هذا زوجي. وأجبروني بالزواج منها، ووضعوا عليّ مؤخرا عالي القيمة، وبعد زواجي اكتشفت أنها ليست عذراء، وكانت حاملا، والشاب الذي فعل بها هرب، وأنا أريد أن أطلقها، فما الحكم في ذلك؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالزواج له شروط لا بد من توافرها فيه حتى يكون صحيحًا، وأهم هذه الشروط: الولي والشهود، وراجع بخصوصها الفتوى رقم: 1766، فإن كان هذا الزواج قد تم بغير إذن وليها فهو زواج باطل، فيجب عليك فراقها، وتكون الفرقة فيه بالفسخ أو الطلاق.

وإذا دخلت بها فالزواج الفاسد بعد الدخول تترتب عليه آثار الزواج الصحيح، كما هو مبين في الفتوى رقم: 22652، والفتوى رقم: 27291.

وبناء عليه؛ فإنها تستحق المهر المسمى، ويلحق الولد بك إن أتت به لستة أشهر فأكثر بعد العقد عليها، كما بينا في الفتوى رقم: 58272، ولا يمكنك نفيه إلا باللعان.

وإن كان الزواج تم بموافقة وليها فهو زواج صحيح، وأنت مخير بين إمساكها بالمعروف، وبين طلاقها.

وننبه إلى أمرين:

الأمر الأول: إذا رد الولي الخطاب عن موليته لغير مسوغ شرعي فقد أساء بذلك، ويمكن للفتاة في هذه الحالة أن ترفع الأمر إلى القاضي الشرعي ليزوجها، فالسلطان ومن ينوب عنه ولي من لا ولي لها. وانظر الفتوى رقم: 248593، والفتوى رقم: 52230.

الأمر الثاني: أن الزواج تحت الضغط الأدبي والإجبار عليه لا يعتبر إكراهًا على الزواج، وراجع الفتوى رقم: 47833.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني