الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من استيقظ فوجد في ثوبه بللا ولم يذكر احتلاما فصلى دون غسل

السؤال

اليوم عندما استيقظت وجدت في ملابسي بللا (كانت ثلاث بقع متوسطة الحجم)، ولكنني لم أتذكر احتلاما فلم أغتسل، وذهبت وصليت الفجر، فهل علي غسل؟ لأنني لا أعرف إن كان ذلك مني أم لا؟
ملاحظة غيرت ملابسي الداخلية وغسلتها وعندما غسلتها وجدت أن هناك بقعا بيضاء صغيرة ومتفرقة ولم تزل.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما وجدته في ثيابك له عدة حالات:

1ـ أن تتحقق، أو يغلب على ظنك كونه منيا، لوجود ما يدل لذلك من لون, أو رائحة, فهنا يجب عليك أن تغتسل من الجنابة، وأن تعيد الصلوات التي صليتها بعد العثور على تلك البُقع وقبل الاغتسال, هذا مذهب الجمهور، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية ومن وافقه من أهل العلم بعدم لزوم الإعادة في حق من ترك الغسل جاهلا، والراجح مذهب الجمهور، وراجع الفتوى رقم: 166105.

2ـ أن تتيقن, أو يغلب على ظنك أن ما رأيته مذي، فتكون صلاتك صحيحة إذا كنت قد غسلت ما أصابه المذي من الذكر، وبقية بدنك، وثيابك، ثم توضأت وصليت بثوب طاهر، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 49490.

3ـ أن تجهل حقيقة البُقع المذكورة فتشك هل هي مني أم مذي؟ فأنت مخير إن شئت جعلتها منيا، فتغتسل من الجنابة، وتعيد ما صليته من فرائض قبل غسل الجنابة، وإن شئت جعلتها مذيا، فتصح صلاتك إذا كنت قد غسلت نجاسة المذي عن البدن والثياب وتوضأت وصليت بثوب طاهر، وهذا التخيير مذهب الشافعية، وهو المفتى به عندنا، كما سبق في الفتوى رقم: 118140.

وإذا جعلتَ الخارج مذيا، فيكفيك عند الشافعية غسل ما أصابه المذي من جسدك وثوبك, ثم تتوضأ, وصلاتك صحيحة, جاء في المجموع للنووي: قال أصحابنا: فإن قلنا بالتخيير فتوضأ وصلى في ثوب آخر صحت صلاته، وإن صلى في الثوب الذي فيه البلل ولم يغسله لم تصح صلاته؛ لأنه إما جنب، وإما حامل نجاسة، وإن اغتسل وصلى في هذا الثوب قبل غسله صحت صلاته لاحتمال أنه مني. انتهى.

وللتعرف على صفات المذي والمني راجع الفتوى رقم: 56051.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني