الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف تميز المرأة بين الإفرازات التي تخرج منها

السؤال

أحيانا أشعر بنزول إفرازات بدفق، ولكن عندما أرى هذه الإفرازات لا تكون صفراء رقيقة أو بيضاء رقيقة، بل تكون مجرد بلل على ملابسي، فهل عليّ أن أعتبرها منيا؛ لأنها نزلت بدفق؟
وأحيانا تنزل مني إفرازات لونها أصفر، ولكنها غير رقيقة، فهل يكون منيا؛ لأن لونه أصفر؟ ولو نزل بدفق فهل يعتبر منيا؟ وهل من الممكن أن تنزل رطوبات الفرج بدفق؟
والمشكلة: أنا لا أعلم كيف يكون الفتور؟ ولا أعلم كيف أميز بينه وبين التوتر؟ لأني أنا دائما أخاف من نزول المني مني، وبسبب هذا دائما أشعر بتوتر، وأشعر بأن قدماي مرهقتان، وعندما أشعر بنزول شيء بدفق أتوتر، ولا أعلم أن الذي أشعر به هل هو من التوتر أو الفتور؟
وإذا قلتم لي: ميزي الإفرازات التي تنزل منك بالرائحة. فالمشكلة: أني إلى الآن لا أستطيع تمييز رائحة المني من المذي والإفرازات الأخرى! لا أعلم لماذا؟ حتى أني أحيانا لا أستطيع تمييز رائحة البول، أنا أشعر باختلاف الروائح التي أشمها، ولكن لا أستطيع أن أعلم أن -مثلا- هذه رائحة مني أو غيره.
أرجوكم لا تعتبروني سألت أكثر من سؤال، بل هذه الأسئلة هي عبارة عن سؤال واحد، لكي أستطيع التمييز بين المني وغيره.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الإفرازات التي ذكرتِ لا يلزم منها الغسل، ولا تعتبر منيًّا إن كانت تخرج بغير دفق ولا تلذذ، وكانت لا لون لها، ولا صفرة، ولا بياض، وإنما هي مجرد بلل، ولكن ينتقض بها الوضوء، سواء كانت مذيًا أو مجرد إفرازات عادية. وأما المتميزة باللون الأصفر فتعتبر منيًّا إن خرجت بدفق. وأما رطوبة الفرج العادية فلا تخرج بدفق حسب العادة، ومثلها المذي، كما قال الإمام النووي في المجموع: والمذي: ماء أبيض رقيق لزج يخرج عند شهوة، لا بشهوة، ولا دفق، ولا يعقبه فتور، وربما لا يحس بخروجه، ويكون ذلك للرجل والمرأة، وهو في النساء أكثر منه في الرجال. انتهى.
ثم إن الغالب في مني المرأة أن يكون رقيقًا أصفر، وله خاصيتان يعرف بهما، ويمتاز بهما عن المذي، فإذا وجدت إحداهما تبين أن هذا الخارج مني، وهما: رائحته المشبهة لرائحة طلع النخل أو رائحة العجين، والثانية: خروجه بشهوة، أي: تحصل لذة عند خروجه، وفتور الشهوة بعد خروجه، والفتور يختلف عن التوتر لأنه يعني به انكسار الشهوة، والاسترخاء بعد خروج المني؛ فقد جاء في نهاية المطلب في دراية المذهب (1/ 146):
فأما المرأة إن تحقق خروجُ المني منها، ولا يتصوّر الإحاطةُ بذلك إلا بفتور شهوتها، ولا شك أن شهواتِهنّ عند انقضاء الوطر تَفْتُر. فإن علمت ذلك من خروج الخارج، فهو منيّها، ولزمها الغُسل كالرجل. اهـ.

وقال النووي -رحمه الله- في شرحه على صحيح مسلم: وأما مني المرأة: فهو أصفر رقيق، وقد يَبْيضّ لفَضْل قُوَّتها، وله خاصيتان يعرف بواحدة منهما: إحداهما: أن رائحته كرائحة مني الرجل، والثانية: التلذذ بخروجه، وفتور قوتها عقب خروجه. انتهى.

وقال رحمه الله عقب ذكر صفات مني الرجل: وكل واحدة من هذه الثلاث كافية في إثبات كونه منيا، ولا يشترط اجتماعها فيه، وإذا لم يوجد شيء منها لم يحكم بكونه منيا، وغلب على الظن كونه ليس منيا. اهـ.

وإذا شككت في الخارج منك هل هو مني أو مذي؟ ولم تستطيعي التمييز بالرائحة أو الفتور: فإنك تتخيرين بينهما، وهذا هو مذهب الشافعي، وهو أرفق بالموسوس، قال الخطيب الشربيني في الإقناع في حل ألفاظ أبي شجاع: فإن احتمل كون الخارج منيا أو غيره كودي أو مذي، تخير بينهما على المعتمد. اهـ.

وانظري الفتوى رقم: 131658، والفتوى رقم: 128091، والفتوى رقم: 110928، والفتوى رقم: 158767.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني