الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ليس للزوج ولا لأبيه إرغام الزوجة على عمل لا ترغب فيه

السؤال

زوجتي كانت تعمل لدى والدي بدار حضانة أطفال، وهو يعتمد عليها كليا، ومع مرور الوقت كرهت العمل بها، وتركت العمل، ولكن والدي أقسم بعدم دخولها لمنزل عائلتي طوال فترة حياته، ولن يدخل هو إلى بيتي طالما هي زوجتي. مع العلم أن زوجتي تتمتع بالخلق والتربية الحسنة، وقد ضغط عليها للعمل بالحضانة فترة طويلة، ولكنها ترفض أن ترجع إلى العمل، وهي لا تأخذ مقابل على هذا العمل سوى هدايا رمزية من والدي، وأنا لا أحتاج لعمل زوجتي.
والآن زوجتي لا تذهب إلى بيت أبي نهائيا، وحاولت أن أقنع زوجتي بالرجوع للعمل، ولكنها ترفض نهائيا، بسبب أنها تعبت جدا من معاملة الأطفال، والضغط العصبي هناك، وأنها تشعر أنها مقصرة في أطفالها، وأنا لا أعرف كيف أتصرف؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يلزم زوجتك شرعًا العمل مع والدك في هذه الدار، ولا ينبغي أن تضغط عليها للرجوع للعمل، وقد ذكرت معاناتها منه، وتقصيرها بسببه في حق أولادها، إضافة إلى عدم حصولها على أجر على ذلك فيما عدا الهدايا التي يمنحها إياها والدك.

وقد أخطأ والدك حين أقسم أن لا تدخل زوجتك بيته، وأن لا يدخل هو بيتك بسبب ذلك، والأولى به أن يحنث ويكفر عن يمينه، روى مسلم في صحيحه عن أبى هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: « من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها، فليأت الذى هو خير، وليكفر عن يمينه ». وفي الصحيحين عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: قال النبي -صلى الله عليه و سلم-: "إني والله - إن شاء الله - لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيرا منها إلا كفرت عن يميني وأتيت الذي هو خير". وترجم عليه في صحيح مسلم: ( باب ندب من حلف يمينا فرأى غيرها خيرا منها أن يأتي الذى هو خير ويكفر عن يمينه). أي: أن هذا مستحب.

ونوصيك بالحرص على بر والدك على كل حال، وأن تسلط عليه من أصدقائه والأقارب من له وجاهة عنده لينصحه بلطف، ويبين له خطأ ما أقدم عليه، فإن أناب وتم الصلح فذاك، وإلا فاصبرا عليه، وأكثروا من الدعاء له أن يرزقه الله الرشد والصواب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني