الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من حضر محاضرة دينية فانصرف قبل نهايتها هل ينال مثل أجر من أتمها

السؤال

قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ما من قوم اجتمعوا يذكرون الله -عز وجل- لا يريدون بذلك إلا وجهه إلا ناداهم مناد من السماء: أن قوموا مغفورا لكم، قد بدلت سيئاتكم حسنات).
جلست في محاضرة دينية، وفي منتصف المحاضرة انصرفت، فهل يشملني الفضل المذكور في الحديث أم لا بد من الجلوس إلى انتهاء المحاضرة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالحديث المشار إليه أخرجه أحمد، وغيره، وهو حديث صحيح، كما صرح بذلك الألباني، والأرناؤوط، وغيرهما، ويدل على كرم المولى -سبحانه- وسعة رحمته، كما يدل على فضل الذكر، وأهمية الاجتماع عليه، حيث جعل الله -عز وجل- جائزة ذلك مغفرة ذنوب المجتمعين على ذكره، باستثناء الكبائر؛ فلا بد لها من التوبة كما هو معروف.

ولا شك أن المحاضرات الدينية داخلة في عموم الذكر؛ قال ابن حجر -رحمه الله-: ويطلق ذكر الله أيضًا ويراد به المواظبة على العمل بما أوجبه أو ندب إليه، كتلاوة القرآن، وقراءة الحديث، ومدارسة العلم .. اهـ.

وعليه؛ فمن حضر المحاضرة حتى تنتهي فقد دخل في عموم الوعد بمغفرة الذنوب بمقتضى الحديث السابق،

أما من حضر شيئا منها وانصرف عن باقيها، فحقيق أن لا يتساوى في الفضل والأجر مع من حضرها كلها، لكن لا نستطيع أن نجزم بعدم دخوله في هذا الوعد، وإن كان ذلك هو الأقرب إلى ظاهر الحديث؛ جاء في فيض القدير -تعليقًا على الحديث الوارد في السؤال-: أي: إذا انتهى المجلس، وقمتم قمتم والحال أنكم مغفورا لكم، أي: الصغائر. اهـ.

والله تعالى يغفر لمن يشاء، ويبدل سيئات من يشاء، ففضله واسع ولا يمكن أن يحجره أحد.

وراجع - للفائدة - الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 53787، 205699، 72887.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني