الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دعاء يطرد وساوس الشرك

السؤال

كلما أذكر الله تأتي أمامي صور وتخيلات لأناس، فيقول الشيطان في نفسي وساوس كفر أول ما يعرض هذه الصور على ذهني، فأحزن من هذه الوساوس التي عكرت علي دعائي، وأخاف من الشرك، فإما أتوقف عن الدعاء، وإما أنظر إلى شيء آخر، فتزول الصورة أو تبقى.
ولكني قرأت عن الوسواس فصرت أعمل بالعلاج، ثم عاد الأمر نفسه بعد العلاج، فوسوس لي بالشرك، فخفت أني أشركت، ويدور في نفسي حوار داخلي أقول: كيف أشركت؟ يقول: ألم يركِ أولئك الناس وحجابك ناقص؟! ألم تذنبي بسبب أولئك الأشخاص؟! ذلك شرك وأنتِ مشركة، ولست مثل باقي الموسوسين، أنتِ تحديدا عملتِ بما في نفسك، ثم أقول: لا، ليس شركا؛ أنا بقلبي مؤمنة بأن الله ربي، وهذه صور لأناس هم عباد لله وهو خالقهم، فهذه وساوس، وكل إنسان يخطئ.
يا شيخ، هل أكون عملت بما في نفسي؟ مع العلم كأنها متعمدة، يوسوس عندما أذنب حتى يجعلني أشك أنه ليس فقط الاستعاذة هو ما علي، وإنما أكون عملت بما في نفسي، وما في نفسي شرك بالرغم أني نفرت منه، لكن أبقى في شك وخوف، هل أنا عليّ أن أفعل مثل باقي الموسوسين أم أمرا آخر؟ وهل ما زلت على الإيمان؟ إني معذبة من خوفي وتفكيري في اليوم الآخر، وأني سأطرد من رحمة الله، إني أحب ديني، وأكره الضلال والشرك، ودائما أهرب من الشرك.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله الكريم أن يشفيك مما تعانين منه من الوسواس، ونصيحتنا لك: أن تعرضي عن الوساوس بالكلية، وأن لا تسترسلي مع الشيطان في شأنها، وخوفك من الوقوع في الكفر دليل واضح على تمسكك بالدين، وعدم وقوعك في الشرك، فاشغلي نفسك عن هذه الأفكار والوساوس، وعن حال الموسوسين الآخرين، واعمري وقتك بالتعلم والأعمال الصالحة، وأكثري من الطاعات والذكر والاستغفار، وعليك بالاستعاذة من الشرك والاستغفار منه دائمًا، وبالدعاء الذي أرشد إليه النبي -صلى الله عليه وسلم- أبا بكر -رضي الله عنه-، حيث قال له: والذي نفسي بيده؛ للشرك أخفى من دبيب النمل، ألا أدلك على شيء إذا قلته ذهب عنك قليله وكثيره؟ قل: اللهم أني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم. رواه البخاري في الأدب المفرد، وصححه الألباني. وراجعي في علاج الوسواس القهري الفتاوى ذات الأرقام التالية: 60628، 69719، 3086، 33860.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني