الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما يجب من السائل الخارج من غير لذة

السؤال

سؤالي هو: عند خروج المذي -وهو سائل، بدون دفق، ولذة، وفتور الجسم- بحيث أجد صفته عند ثوران الشهوة، بحيث أحكم عليه بأنه مذي؛ لأنه في اليقظة، ولو كان منيا لأحسست بقوة خروجه، والتلذذ، والفتور لكن لا أتحقق هل فيه رائحة المني، ولونه أم لا؟
هل عدم تحققي من رائحته، ولونه تمنعني من إعطائه حكم المذي؟ لأنه سبق لي أن لم أتحقق من رائحته، ولونه.
أريد إجابة في هذه النقطة فقط؛ لأني أعرف صفات كل من المذي، والمني جيدا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فننصحك أولا بطرح الوساوس جانبا، والإعراض عنها بالكلية، فأسئلتك السابقة توحي بأنك من أهل الوسواس، والوسوسة شر عظيم، متى استحكمت من المرء أفسدت عليه أموره، وراجع بشأن سبل علاجها فتوانا رقم: 51601.

وفي خصوص ما سألت عنه هنا: فإنه لا يبعد أن يكون شكلا من أشكال الوسوسة أيضا؛ لأنك ذكرت أنك تحكم بأنه مذي؛ لأنه سائل يخرج بدون دفق، ولا لذة، وفتور، وذكرت أنه يأتيك في اليقظة، وأنه لو كان منيا لأحسست بقوة خروجه، والتلذذ به، والفتور... فبعد كل هذا ما الحاجة إلى البحث عن لونه، ورائحته؟

وعلى أية حال، فهذا الخارج الذي يخرج من غير لذة لو كان منيا، فإنه لا يلزم منه الغسل عند الجمهور، وهو القول الراجح، وانظر الفتوى رقم: 43064.

وعليه؛ فحكمك بأنه مذي ولو مع عدم التحقق من لونه ورائحته، يعتبر صوابا؛ لأن ما ذكرته عنه يقتضي أنه في الحقيقة مذي، ولأن البحث عن اللون والرائحة لا يزيدك إلا وسوسة، ولأنه لو فرض أنه مني خرج بغير لذة، فإنه لا يلزم منه غير الوضوء؛ لأنه طاهر على القول الصحيح، وغير موجب للغسل عند الجمهور...

وأما المذي فهو نجس، وناقض للوضوء، فهو يزيد على المني بكونه نجسا، وبالتالي فاعتبار الخارج مذيا أبرأ للذمة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني