الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مجالسة من يكفر الناس مازحا.. الحكم والواجب

السؤال

أنا شخص أعمل مع عمي أخي والدي في شركته الخاصة، وعند انتهاء الفترة الصباحية نذهب إلى بيت عمي لتناول الغداء، ولكن المشكلة أنه عندما نبدأ تناول الغداء يبدأ عمي بالمزاح مع الموظفين بكلام بذيء، حتى إنهم يتكلمون عن الدين (يكفرون ناسا ويسلمون ناسا ويلعنون بعض الشخصيات السياسية، ولو كانت من رجال الدين على سبيل المزاح)، علماً أنني لا أشاركهم بأي كلمة، ولكني بعض الأحيان أضحك من بعض نكتهم المضحكة، ولو كانت مخلة بالأدب. هل يجوز لي أن أستمر معهم بدون أي مشاركة؟ أم أبحث لي عن مكان آخر للغداء حتى لو زعل مني عمي؟.
جزاكم الله ألف خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يُسلمك من المنكرات، وأن يحفظك في دينك ودنياك. وما يفعله هؤلاء غيبة محرمة، وقد يشتمل أيضا تكفير مسلم بغير حق، وتكفير المسلم جريمة عظيمة، وعليه؛ فلا يجوز مشاركتهم في هذه المنكرات، وقد بينا بالفتوى رقم: 150111، أنه لا يجوز مجالسة مرتكب المنكر حال ارتكابه إلا مع الإنكار عليه، فإن كنت تنكر عليهم، وتدعوهم جاز الجلوس معهم، وإلا فلا، لا سيما إذا كنت تضحك معهم، ونحو ذلك، ففي هذا نوع إقرار.

فبين لهم ـ بحكمة ـ أن ما يفعلونه منكر، وأنك لن تجلس حال كلامهم بمثل هذا، حتى وإن سخطوا عليك، فعن قريب يرضون، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أرضى الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس ومن أسخط الناس برضى الله كفاه الله مؤونة الناس. رواه الترمذي. وصححه الألباني. قال المناوي في فيض القدير: أي لما رضي لنفسه بولاية من لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً وكله إليه، ومن أسخط الناس برضى الله... لأنه جعل نفسه من حزب الله، ولا يخيب من التجأ إليه، أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني