الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخيانة قد تكون بسبب استيلاء الغفلة على القلب

السؤال

هل حديث: لولا حواء ما خانت أنثي زوجها قط، يقصد به عدم نصح حواء لآدم، فإن كان كذلك فآدم أيضا لم ينصحها وهو أولى بذلك؛ لأنه المسئول عنها بصفته زوجها، فهل يعد عدم نصحه لها وإرشادها للصواب علة في قوامته لها؟ وقد بين الحديث سبب خيانة النساء، ولكن أنا أرى رجالا كثيرا يخونون أكثر من النساء، فما سبب خيانة الرجال زوجاتهم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالمقصود بهذا الحديث بيان ما حصل من حواء وتزيينها لآدم عليه السلام الأكل من الشجرة، وليس له تعلق أصلا بأمر النصح من عدمه، وراجعي كلام أهل العلم في معنى هذا الحديث في الفتوى رقم: 38539.

ولا يلزم في الخيانة أن تكون بسبب ما جاء في كلام أهل العلم من نزع العرق، فقد تستولي الغفلة على القلب، ويغيب عنه الإيمان وخشية الرحمن فيقع صاحبه في المعصية رجلا كان أم امرأة، وهذا واضح، وهنالك غير الغفلة من الأسباب، قال ابن القيم في الوابل الصيب: فلم يجعل لعدوه سلطانا على عباده المؤمنين فإنهم في حرزه وكلاءته وحفظه وتحت كنفه وإن اغتال عدوه أحدهم كما يغتال اللص الرجل الغافل فهذا لا بد منه؛ لأن العبد قد بلي بالغفلة والشهوة والغضب، ودخوله على العبد من هذه الأبواب الثلاثة ولو احتزر العبد ما احتزر فلا بد له من غفلة، ولا بد له من شهوة، ولا بد له من غضب، وقد كان آدم أبو البشر صلى الله عليه وسلم من أحلم الخلق وأرجحهم عقلا وأثبتهم، ومع هذا فلم يزل به عدو الله حتى أوقعه فيه، فما الظن بفراشة الحلم ومن عقله في جنب عقل أبيه كتفلة في بحر؟ ولكن عدو الله لا يخلص إلى المؤمن إلا غيلة على غرة وغفلة فيوقعه... اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني