الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من جاهر بالمعصية جهلاً هل يدخل في الوعيد

السؤال

يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (كل أمتي معافى إلا المجاهرين) فلو أن هناك شخص لم يكن يعلم هذا الحديث أو نسيه أو لم يكن يفهم معناه وحدث أن فعل معصية وجاهر بها بعد ذلك فما حكمه؟ وهل نسيانه للحديث يشفع له أم لا؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن الحديث الذي أشار إليه السائل الكريم حديث صحيح رواه الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً، ثم يصبح وقد ستره الله عليه، فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عليه".
فلو أن شخصاً عمل معصية بينه وبين ربه وستر نفسه، فإن عليه ذنباً واحداً، وهو عمل المعصية، أما إذا جهر بهذا الذنب أو ذكره لغيره، فإن هذا يُعتبر ذنباً آخر.
قال العلماء: والحديث يدل على أن من استتر بستر الله تعالى عافاه الله من الفضيحة والعقاب بستره، وعدم المعاقبة عليه، والمؤاخذة في الآخرة.
أما من كشف نفسه، فإن الحديث يدل على أنه ليس بمعافى، وأنه مأخوذ بالذنب.
وعلى هذا، فحكم المجاهرة بالذنب أنه ذنب آخر -كما قلنا- ولعل جهله ونسيانه وخطأه يرفع عنه الإثم إن شاء الله تعالى، كما قال صلى الله عليه وسلم: "رفع عن أمتي الخطأ والنسيان، وما استكرهوا عليه" رواه ابن ماجه.
وعلى كل حال، فالمسلم يجب عليه أن يتوب إلى الله تعالى من كل الذنوب امتثالاً لأمر الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً) [التحريم:8].
فإن لم يتب فهو من الظالمين، كما قال سبحانه وتعالى: (وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) [الحجرات:11].
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني