الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعدد النيات الحسنة تجارة العلماء

السؤال

بعض أهلي أحس أنهم يتضايقون كلما أضفت إلى معلوماتهم جديدا في الدين مما أتعلم، وذلك لفارق السن الكبير بيني وبينهم ـ مقارنة بالمرحلة العمرية ـ فأصبحت أتكلم باسم مصدر الكلام كأن أقول: شيوخا أو أهل علم الموقع الذي أتابعه يقولون كذا وكذا ـ لعلي بهذا أصبح أكثر خفة وتقبلا عندهم، حيث أشرك في فعلي للطاعات مع نية الإخلاص نية حث غيري وجعلهم يغارون مني فيقتدون بي، والمقصود بالغيرة هنا تحريك الإيمان الذي بداخلهم والذي يجعلهم لا يقبلون أن يسبقههم إلى الله أحد، أو أن يكون أحد أفضل منهم، فمثلا: أنتظم في الصلاة أمامهم فيسارعون في أدائها لحبهم وحب أي مسلم أن يبقي السابق، أو على الأقل أن لا يكون متأخرا، وإن ألحقت قصد تشجيعهم مع نية الإخلاص كأنه نصح صامت غير مباشر بدلا من نصحهم بصورة مباشرة اجتنابا لمضايقتهم، أيجزيني الله على ذلك وفقا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: إنما الاعمال بالنيات؟ وعندما أتجنب حراما ما وأترك ما تتوق نفسي إليه من مرغوبات ليست بكبائر، بل هي أمور عادية وغريزية لكن نهى الله عنها، وأحس أن السبب وحده لتركها هو الخوف من العذاب وجلب التهلكة للنفس فقط، فهل في هذه الحالة ألام على عدم استصحاب قلبي لباقي المعاني الأساسية: لماذا نترك المنكر؟ مع العلم أن هذا الإحساس لم أختره، فقط عندما فكرت في الأمر وجدت نفسي أتركها، فماذا أفعل لهذا السبب، أو خوفا من سوء الخاتمة، أعتقد أنه برود قلبي أو مرض قلبي من نوع ما، أسأل قسم الاستشارات عن ذلك.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فجزاك الله خيرا على حبك لنشر العلم والخير بين الناس، ونسأله سبحانه أن يتقبله منك وأن يجعله في ميزان حسناتك،
وقد أحسنت في انتقاء كلماتك في إسداء النصيحة، وانظر لمزيد الفائدة فتوانا رقم: 13288.
وأما بخصوص ما ذكرته من تعدد النيات على الوجه المذكور في السؤال: فهو أمر حسن، ونرجو أن يزداد أجرك بتعدد نياتك الحسنة في العمل، لعموم قوله عليه الصلاة والسلام: إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى... متفق عليه.

وكما قيل: تعدد النيات تجارة العلماء ـ وانظر الفتويين رقم: 120361، ورقم: 166213.

وأما تركك للمعاصي خوفا من الله: فهذا أمر طيب تثاب عليه ـ إن شاء الله ـ وانظر الفتوى رقم: 56908.

ومع ذلك، فكلما ازدادت نياتك الحسنة في تجنب الحرام كلما عظم أجرك ـ إن شاء الله ـ لما سبق أن ذكرنا، وأعظم النيات ما جمع بين التعبد لله وامتثال أمره والخوف منه ومحبته ورجائه، وانظر الفتوى رقم: 65393، وما أحيل عليه فيها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني