الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الحب المطلوب شرعاً والحب المحرم شرعاً

السؤال

أنا في الـ17 من عمري أعمل مع مؤسسة دعوية في المدرسة أقوم وبعض الزملاء بأنشطة طرح الفكر الوسطي المعتدل ولكل واحد عدة أشخاص يعمل معهم في الدعوة الفردية فأما أنا فاعمل على تقوية علاقتي مع من اخترت ليكون أحد خادمي هذا الفكر ففي مرحلة التعارف الشخصي ومرحلة معايشة هذا الشخص أعجبت بهذا الشخص إعجابا كبيرا وأردت وتمنيت أن يكون هو أحد جنود الدعوة ولكني في الحين والآخر أحس أنني أحبه كثيرا وكلما أحاسب نفسي أبرر هذا الأمر بالحب في الله وأن الهدف هو الإصلاح ولكن حبي له يفوق حبي لإخوتي في العمل الإسلامي فهل في هذا خلل أو ما يخالف الشرع؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن الحب بين شخصين يختلف حكمه بحسب نوعه:
فهناك الحب في الله المطلوب شرعاً والمحمود طبعاً، وهناك الحب المحرم شرعاً... ولتفاصيل ذلك وأدلته نحيلك إلى الفتوى رقم: 8424.
وبما أنك قد تعلمت من شرع الله وسرت في طريق الدعوة إلى الله تعالى فينبغي أن تعلم من أي نوع من أنواع الحب هذا الذي تجده في نفسك لهذا الشخص، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: استفت نفسك، استفت قلبك...البر ما اطمأننت إليه النفس واطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر، وإن أفتاك الناس وأفتوك. رواه أحمد والدارمي، وأصله في صحيح مسلم.
وعلى ذلك فإذا أحسست أن حبك لهذا الشخص هو من النوع المحرم أو قد يفضي إلى المحرم فيجب عليك الابتعاد عنه كل البعد، أما إذا شككت فقط، فننصحك بالابتعاد عن هذا النوع من الإعجاب وعن الشخص الذي لا يكون حبه عادياً أو في الله تعالى تغليباً لجانب المصلحة والسلامة وسداً للذريعة، لأن السلامة لا يعدلها شيء، ومن القواعد الفقهية المسلمة"أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح".
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني