الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الصفرة والكدرة وما ينبني عليهما من أحكام

السؤال

عندي مشكلة في معرفة بداية ونهاية الدورة: قرأت في الفتاوى عندكم كثيرا ووجدت أشياء تقرب من حالتي جدا، لكنني ما زلت أحتاج للتوضيح، أصبحت أرى إفرازات صفراء أو بنية متقطعة أو متصلة في وقت الحيض مع آلام الحيض، ثم ينزل أحمر فاتح وتليه إفرازات بنية برائحة كريهة تستمر حتى الليل، ثم ينزل دم غزير، فإذا كانت الإفرازات الصفراء والبنية الخفيفة المتقطعة التي تأتي في البداية لا تعد حيضا رغم أنها تصاحب آلام الحيض وفي وقت الحيض، فمتى أعرف بالتحديد أنها بدأت؟ وهي تتدرج في الزيادة، وهل مع رؤية اللون الأحمر؟ وأما في النهاية فهي أكثر حيرة، فلا أعلم عددا معينا للدورة، وهي في حدود ثمانية أيام أو أكثر، ولا أعلم تحديدا، وربما زادت بسبب اللولب والمشكلة أنه بعد توقف الدم الأحمر تنزل إفرازات صفراء مستمرة لونها فاتح جدا، وهذا اللون الفاتح يستمر ثلاثة أو أربعة أيام أو أكثر، وفي كل مرة تطول المدة أقرر أنها ربما كانت استحاضة وأغتسل عدة مرات حتى لا أضيع الصلوات، وإذا طلبني زوجي لا أستطيع رده لأنه يراني أصلي، وإن تركت الصلاة خفت، فالأيام الثمانية قد انقضت... وما زال الأصفر ينزل وكأنه لا نهاية له، ولا أعرف عدد أيام حيضتي وأخشى أن يستمر الأصفر، فأقرر في النهاية أنها ربما كانت استحاضة وأغتسل وأقضي صلوات الأيام الفائتة كلها، لأنني قررت في النهاية أنها استحاضة، وفي ذلك مشقة كبيرة جدا علي، وإن اغتسلت في أيام الصفرة...... لأنني لم أر القصة البيضاء ولا الجفوف، فماذا أفعل؟ وهل أنتظر حتى ينتهي كل الأصفر الفاتح على ألا تتجاوز المدة 15 يوما؟ أم استمرار هذا الاصفرار الفاتح جدا لا يعد حيضا؟ مع العلم أنني لا أرى الطهر طوال هذه الفترة، وهو متصل بالحيض، وأمسح بالمنديل عند كل صلاة، أو عند كل أربع ساعات.... فهل هذا صحيح؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالصفرة والكدرة تعدان حيضا على ما نفتي به إذا كانت في زمن العادة أو كانت متصلة بالدم.

وعليه؛ فإن ما ترينه من الصفرة التي تسبق الدم يعد حيضا ما دامت في أيام العادة، وكذا الصفرة التي تكون متصلة بالدم بعد انقطاعه تعد حيضا وانظري الفتوى رقم: 134502.

فلا تغتسلي حتى ينقطع الدم وما اتصل به من صفرة أو كدرة وتري الطهر بإحدى علامتيه: إما الجفوف، وإما القصة البيضاء، ما دام مجموع تلك الأيام لا يتجاوز خمسة عشر يوما، وانظري الفتوى رقم: 118286.

ولبيان صفة الصفرة انظري الفتوى رقم: 167711.

فإن تجاوزت مدة الدم وما اتصل به من صفرة أو كدرة خمسة عشر يوما، فقد تبين أنك مستحاضة، والواجب عليك والحال هذه مبين في الفتوى رقم: 156433.

فاغتسالك قبل تحقق الطهر غير مجزئ، وصلاتك وجماع زوجك لك كل ذلك لا يجوز، وإنما عليك أن تنتظري حتى تتحققي حصول الطهر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني