الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

النهي عن اتهام وتخوين الزوجة من غير ريبة

السؤال

أنا متزوج من 9 سنوات تقريبا، وأسكن أنا وزوجتي وأولادي بشقة في عمارة والدي، وكان يتردد علي في المنزل أحد أولاد خالي وأنا أعتبره بمثابة أحد إخوتي، وفي رابع أيام عيد الفطر الماضي اتصل على العمل للحضور بشكل مفاجئ، وذهبت وكان ابن خالي نائما بمجلس الرجال، والمجلس يقع خارج الشقة ولكن له مدخل آخر للشقة، وكان مغلقا بالمفتاح، وعند رجوعي أحسست أن هناك شيئا حصل إذ عندما أيقظت ابن خالي كان ينظر إلي ويبتسم ولكن قمت بالتجاهل، وعندما سجلت ابني في المدرسة وفي الأسبوع الأول كان يخرج الساعة 9 صباحا، وفي آخر أيام الأسبوع حضر عندي هذا الشخص وكنا نتحدث بالليل، وقلت له سوف أصحيك لنأخذ الولد ونأخذ الفطور ونفطر ونأتي بالولد، فقال لي كلمة (ليه ما تنتظر مع الولد يمكن يطلع بدري) وبدت الشكوك لكني لم أبقه بالمنزل وحده، وفي اليوم الثاني كنت ذاهبا أنا وزوجتي للسوق وقالت لي: (ليه ما تأخذ صاحبك معك) فقمت بتجاهلها، وبعدها بفترة سألتها هل تحبين أن يذهب أحد إخوتي معنا للسوق؟ فأجابت (لا) لأني لا آخذ راحتي، وعند مواجهتها بأنها قالت: (ليه ما تأخذ صاحبك معك) قالت: لأني رأيتك طفشان فقمت بمراقبة جوالها لدرجة أني سحبت المكالمات الصادرة والواردة والرسائل ولم أجد أي رقم غريب أو رقم للشخص هذا، وقمت بإرسال رسائل من رقم غريب على جوالها حتى أعرف هل تخاف وتخبئ الرسائل عني فكتبت لها أنا أعرفك وإذا لم تتجاوبي معي فسوف أخبر زوجك بكل شيء، إلا أنها أخبرتني عن تلك الرسائل، فواجهتها وقلت لها ما في صدري كله، فقامت بالحلف بالقرآن بأنها لم تخني لكني لم أصدق، فقمت برمي يمين الطلاق المعلق إذا كانت خانتني فهي طالق، لكن الشكوك تحرق قلبي، وأحيانا أحس أنها صادقة وأحيانا أحس أنها كاذبة، فقمت بطرد ابن خالي من المنزل واعتزلته وأهله، وقلت لزوجتي: لا تعودي تزوريهم، لكني عندما أراهم يضيق صدري لدرجة أن دموعي تنزل، وأحيانا أسترجع كل ما حصل ولا أعرف هل أنا على رأي صحيح أم خطأ.
علما بأني لا زلت أراقب مدخل المنزل عن بعد وكذلك الجوال ولم ألاحظ أي شيء، وأصبحت أشك بكل كلمه أسمعها وأسترجع الماضي وأركز على بعض الكلمات لدرجة أني أصبحت أشك بشخص آخر، ولا أعلم هل هناك شيء بينهما أم لا؟.
علما بأن زوجتي ترتدي الحجاب الكامل مع الجونتي والشراب ولا تتكلم مع الرجال، ولا تخرج من المنزل إلا وأنا معها.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالواجب عليك أن تحسن الظنّ بزوجتك ولا تتهمها بمجرد الشكوك والهواجس، فإن الأصل براءة المسلم من التهمة، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا {الحجرات:12}، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يتخون الرجل زوجته، فعن جابر قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطرق الرجل أهله ليلاً يتخونهم أو يلتمس عثراتهم. رواه مسلم. قال ابن بطال في شرح صحيح البخاري: ومعنى الحديث النهي عن التجسس على أهله وألا تحمله غيرته على تهمتها إذا لم يأنس منها إلا الخير. اهـ
وقد أخطأت بتعليق الطلاق على هذا الأمر، لكن الطلاق لا يقع ما دامت الزوجة منكرة وقوع شيء مما اتهمتها به، وانظر الفتوى رقم: 234559.
فاتق الله وعاشر زوجتك بالمعروف، واستعذ بالله من الشيطان واحذر من وسوسته، واعلم أنّ على الرجل أن يقوم بحقّ القوامة على زوجته، ويسدّ عليها أبواب الفتن، ويجنبها الخلوة والاختلاط المريب ثم يحسن الظنّ بها، وفي ذلك وقاية من الحرام وأمان من الفتن وقطع لطرق الشيطان ومكائده.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني