الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أشعر أن هناك ظلما بائنا وقع علي وأنني أكنُّ حقداً للناس الذين ظلموني فهم ينكرون أي شيء أقوم به ويصفون الفضل لأنفسهم وبذلك يصلون إلى أعلى المراتب بينما أنا صاحب الأفكار والمنفذ الفعلي لها ولكنهم لهم أساليب ملتوية تأخذ العقول وينسبون كل شيء لأنفسهم فهل من الممكن أن أضرهم وأنا أستطيع ذلك وهل هو حرام أم حلال أرجو الإفادة حفظكم الله ورعاكم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فلا يجوز لمسلم أن يُكِنَّ حقداً على أخيه المسلم ولا ضغينة ولا بغضاء؛ لأن الأصل في المسلم أن يكون سليم الصدر على إخوانه يحسن إلى من أساء إليه، ويعفو عن من ظلمه، ويصل من قطعه لقوله تعالى: خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ [الأعراف:199].
وقوله تعالى: وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً [الفرقان:63].
ولقوله تعالى: فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ [الشورى:40].
وفي البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا ولا تجسسوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا ولا تباغضوا، وكونوا عباد الله إخوانا.
وإذا كان لك حق تشعر أنك سُلبته فلك الحق أن تأخذه وتطالب به بالوسائل المشروعة من غير إضرار بأحد، فلا ضرر ولا ضِرار في الإسلام، ومن القواعد المقررة عند فقهاء الإسلام: الضرر لا يزال بالضرر.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني