الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشرف ليس من لوازم التكبر

السؤال

معروف أن التكبر من كبائر الذنوب، لكني أسمع بالتشريف؛ مثل: يقول الله: عبدي. فهذا تشريف للعبد، ومثل: يتشرف بزيارة فلان. فهل المتشرف يشعر بالعلو الذي هو معروف بالتكبر؟ وما معنى أن الإنسان يتشرف بشيء؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالتشريف معناه الرفع، وتشريف الشخص رفع منزلته أو مكانه إلى أعلى، وتشريف الله تعالى للعبد رفع منزلته عنده، والشرف: العلو، سواء كان ماديًّا أو معنويًّا؛ جاء في مختار الصحاح: "(الشَّرَفُ) الْعُلُوُّ وَالْمَكَانُ الْعَالِي. وَجَبَلٌ (مُشْرِفٌ) أَيْ: عَالٍ. وَرَجُلٌ (شَرِيفٌ) وَالْجَمْعُ (شُرَفَاءُ) وَ (أَشْرَافٌ) .. وَ (شَرَّفَهُ) اللَّهُ (تَشْرِيفًا).. وَفُلَانٌ (أَشْرَفُ) مِنْ فُلَانٍ.. و(تَشَرَّفَ) بِكَذَا عَدَّهُ شَرَفًا. وَ (أَشْرَفَ) الْمَكَانَ عَلَاهُ. وَأَشْرَفَ عَلَيْهِ: اطَّلَعَ عَلَيْهِ مِنْ فَوْقُ، وَذَلِكَ الْمَوْضِعُ (مُشْرَفٌ) مرتفع. ومعنى تشرف الإنسان بشيء: احتسبه شرفًا له.

والشرف بهذه المعاني لا يلزم منه أن يكون صاحبه متكبرًا دائمًا أو مستعليًا على الآخرين؛ فقد يكون الشريف أو المشرف ذا علم ونسب، أو صاحب عزة نفس وترفع عن محقرات الأمور، أو يكون صاحب وجاهة ومنصب، أو منزلة بين الناس... ولكنه مع ذلك متواضع يحترم الآخرين، ويقبل الحق ممن جاء به، كما نلاحظ عند السلف الصالح ومن تبعهم من أهل الفضل والشرف؛ لأن الكبر كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ".. بطر الحق، وغمط الناس" رواه مسلم. قال النووي -رحمه الله-: أما بطر الحق فهو دفعه وإنكاره ترفعًا وتجبرًا، وقوله صلى الله عليه وسلم: "وغمط الناس" معناه: احتقارهم.

وقد يكون الشريف والمشرف بهذه الصفات أو بعضها متكبرًا، وجنس الإنسان كله مشرف ومكرم من قبل الله -عز وجل-، ولكنه مع ذلك يوجد فيه المتكبرون ...

هذا إذا كنا فهمنا مرادك من السؤال، فإذا كانت الإجابة غير مطابقة لسؤالك فلتعد صياغته وتحديد ما تريد بوضوح، ولترسله مرة أخرى حتى تكون الإجابة مطابقة له.

وقد بيّنّا معنى الكبر وأسبابه في الفتوى رقم: 24081.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني